بقلم: اياد السماوي ..
في اجتماعه الدوري المصادف ١٣ / ١٢ / ٢٠٢٢ ، قرّر مجلس الوزراء بجلسته العادية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، إطلاق جولة التراخيص الخامسة الخاصة بالغاز ، وقد جاء هذا القرار ليؤكد جدّية وعزم الحكومة الحالية برئاسة السوداني لدفع العراق أن يكون دولة غازية ويدخل سوق الغاز بقوة ، وهذا الأمر لم يحصل طيلة الحكومات السابقة ..
والغريب أن وسائل الإعلام الحكومية لم تسلط الضوء على هذا القرار الاستراتيجي والهام جدا ، والذي اعتبره شخصيا أهم قرار لحكومة السوداني .. وبحسب المعلومات المتوّفرة لدي أنّ توقيع عقود جولة التراخيص الخامسة هو واحد من أهم المشاريع المعطّلة منذ حوالي ستة سنوات ، وتعطيل المشروع قد كلّف العراق مليارات الدولارات .. وهذه العقود ستكون مع كبريات الشركات العالمية المعروفة ، وستتضمن توفير ربع كمية الغاز المستورد خلال مدّة لا تزيد عن ١٥ شهرا ، والهدف النهائي هو تأمين وتغطية كلّ كمية الغاز المستورد خلال ثلاث سنوات .. وهذه العقود ستوفر للعراق مبلغا قدره عشرة ترليون دينار ، وذلك بتوفير ثمن كل الغاز الذي يتم استيراده بالوقت الحالي ، وسيتم تحويله إلى قطاعات الصحة والتربية والسكن ، ضمن الإصلاح الاقتصادي .. وقريبا إن شاء الله سيتم الإعلان عن الجولة السادسة التي ستستهدف رقعا وحقولا للغاز الطبيعي في العراق ولأول مرّة .. وحكومة السوداني عازمة أن يدخل العراق سوق الغاز ويكون بلدا مصدرا ومجهزا لكل احتياجاته ، وهو مكسب عظيم على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية ..
ودخول العراق السوق الدولية للغاز ، سيجعل منه واحدا من أهم بلدان المنطقة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي ، وبدورنا ندعو الحكومة العراقية العمل بشكل سريع على إطلاق جولة التراخيص السادسة ودعوة الشركات العالمية الكبرى للعمل في العراق .. في الختام نقول للأخ رئيس مجلس الوزراء ( فإذا عزمت فتوّكل على الله ) ، وفقكم الله لخدمة بلدكم وشعبكم ..
أياد السماوي
في ١١ / ٢ / ٢٠٢٣