بقلم: جعفر العلوجي ..
من الممكن اعتبار عام 2016 هو العام الاكثر ظلما لفئة الشباب في العراق ولجميع المواهب ، ففي هذا العام ودع العراق رسميا صفحة مراكز الشباب او منتديات الشباب التي كان لها الفضل الاول في في صقل مواهب الرياضيين بمختلف الالعاب وتقديمهم الى الاندية والمنتخبات الوطنية ، وجميعنا يتذكر الاسماء اللامعة التي ولدت من رحم المنتديات الشباب وبصورة خاصة في كرة القدم التي كانت تنال حصة الاسد في الرعاية والمتابعة ، ولكن مع سياسة العرقلة والتخريب التي اعتمدت بذريعة الاستثمار والتمويل الذاتي تم تفكيك المنتديات الشبابية وبصورة خاصة في المناطق الشعبية لمختلف المحافظات مع انها الاقرب الى مناجم الموهبة في هذه المناطق وصولا الى تغيير صفاتها وشكلها وهويتها ، وقد تم تحويلها الى مولات ومدن العاب مائية وفنادق ومستشفيات ومرائب لوقوف السيارات وغيرها من المشاريع الهدامة بذريعة الاستثمار او ( الاستئثار بالاموال والعوائد ) ان صح التعبير .
الغريب بالامر ومع وداعنا رسميا للاعم الاشمل من المنتديات الشبابية تواصل وزارة الشباب والرياضة اقامة مؤتمراتها وانشطتها باسم المنتديات وتزدان شعاراتها بعشرات العناوين التي تخص تطوير المواهب وعمل المنتديات واللجان التطوعية مع ان المنتديات غادرتنا الى الابد منذ العام الذي ذكرناه وتحول جنسها حتى ثلاثين عاما الى ما لايمت الى الشباب بصلة وصل اطلاقا ، والاكثر غرابة ان يصر وزير الشباب السابق السيد عدنان درجال على اصدار بطاقة ( شبابي ) التي تباع كما يدعي بسعر تنافسي الى العوائل العراقية والشباب معا للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المنتديات ، مع ان الجميع يدرك ان لامنتديات على السطح اليوم ، فضلا عن قانون اللامركزية الذي ذهب بموجودات وزارة الشباب والرياضة الى مديريات الشباب.
وللتذكير فقط والاشارة الى السيد احمد المبرقع وزير الشباب والرياضة ، ان لايتم الحديث عن المنتديات ودور الشباب فيها وتطويرها لانها غير موجودة اصلا وخلاف ذلك فالقصد هو ذر الرماد في العيون وايهام الراي العام على اننا نملك منتديات ومراكز شباب عاملة وفاعلة كما نتابع يوميا ، وما عليك سيادة الوزير الا ان تتخذ خطوات حقيقية في الاتجاه الصحيح او خطوة شجاعة ستحسب لك بالتاكيد وتسجل باحرف من نور ان استطعت الحفاظ على القلة القليلة الباقية منها قبل ضياعها كليا، ولو استطعت تقليب شريط الاحداث حتى العام الماضي سترى التظاهرات الشبابية التي طالبت بالغاء الاستثمار العبثي دون جدوى .