بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
كانوا يفكرون في بداية الأمر بتطوير مناطيد التجسس، ثم تحولت أنظارهم نحو طائرات بلا طيار. تطير على ارتفاعات شاهقة وتبقى محلقة بلا توقف، ومن دون حاجة للتزود بالوقود لعام ونصف العام وربما أكثر . .
فقد توجهت المراكز العلمية قبل بضعة أعوام نحو توظيف البالونات والمناطيد لأغراض الرصد والاستطلاع بدلا من الاقمار الصناعية، فالمناطيد أرخص وأقل تكلفة، ولا تستوجب قواعد عملاقة للاطلاق والتوجيه، ولا تحتاج لمعدات ثقيلة ومعقدة في تشغيلها، فضلاً عن تقديمها خدمات واسعة ومفيدة لا تقل شأنا عن خدمات الاقمار، وربما كانت الصين هي الرائدة في هذا المضمار، فالمنطاد الذي اسقطته امريكان اخترق أجواء 40 دولة، وكانت مهمته جمع المعلومات والتجسس. .
يعتقد الخبراء ان الاجيال الجديدة من مناطيد التجسس ستلعب دوراً مستقبلياً خطيراً في تأدية المهام الاستطلاعية بارتفاعات تتراوح بين 60 ألف قدم (18 ألف متر) و 150 ألف قدم (45 ألف متر)، أي فوق المسارات المخصصة لخطوط النقل الجوي، وغالبا ما تكون مملوءة بغاز الهيليوم، وبامكانها التحليق فوق مكان بعينه لفترات طويلة، ما يمنحها القدرة على المسح الشامل والرصد العميق. وقد تعاقدت وزارة الدفاع مع شركة سييرا نيفادا على صفقة بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني لتوفير بالونات للارتفاعات العالية بغية استخدامها في المراقبة والاستطلاع. بينما تعتكف شركة BAE على تصنيع طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية قادرة على العمل في الغلاف الجوي العلوي والبقاء في مكانها لمدة تصل إلى 20 شهراً. .
من كان يتصور ان تبقى هذه الطائرات محلقة في الجو لمدة تزيد على سنة كاملة أو اكثر من سنتين ومن دون التزود بالوقود ؟، وذلك بالاعتماد على الطاقة الشمسية. .
الاسم المقترح لهذا النوع من الطائرات هو UAV وتعني: (Unmanned Aerial Vehicle). وقد اجرى الجيش الامريكي اختباراته على طائرة تجريبية من هذا النوع، ظلت محلقة لمدة 42 يوماً بلا توقف فوق صحراء سونوران (Sonoran). وبالتالي سيفتح العالم صفحات جديدة للتنافس المصحوب باتهامات متبادلة، وتهديدات مترتبة على تواجد هذه الطائرات بشكل دائم في أجواء بلدان بعينها. .