بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
قمة العرب جاءت في وقت يحتاج فيه العرب إلى التضامن والتٱزر والتلاق وحل المشكلات العالقة وتصفير الأزمات والنهوض بواقع الشعوب العربية التي أنهكتها الصراعات والحصارات والمشاكل الأمنية والسياسية وأجهدتها الأزمات الإقتصادية التي تكررت عليها في ظل غياب الحلول الناجعة والرؤية العملية مع تنافر سياسي واضح وتشابك عنيف سياسياً وعسكرياً في جبهات إمتدت من سوريا والعراق ولبنان وفلسطين إلى اليمن والسودان ، عدا عن خلافات عربية عدة متجذرة في علاقات الدول المغاربية مع بعضها والمتصل منها بأزمة الصحراء بين المغرب والجزائر والوضع المعقد في تونس و وإرهاصات المشهد الليبي الغامض مع بروز ظواهر مقلقة كالمخدرات والجريمة المنظمة وأزمة الهجرة والدور الإقليمي غير المتوازن والحرب في أوكرانيا وما سببته من تحديات في مجال الغذاء والطاقة والتأثر الواضح على دول فقيرة وضعيفة ومنها بعض الدول العربية .
القمة العربية خطوة متقدمة في إتجاه تعميق الظروف الطبيعية للحوار خاصة مع عودة سوريا إلى الجامعة العربية ونهاية عزلتها مع إنحسار المشروع الفوضوي في المنطقة وتجسدت فيها حكمة المملكة العربية السعودية التي تبذل جهوداً كبيرة لحل تلك الأزمات وكان لها الدور الواضح في إستعادة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية وتحركاتها الإيجابية لوقف العنف في السودان وتقاربها مع إيران وتركيا على أكثر من صعيد مع حرصها على تعميق تعاونها مع جمهورية مصر العربية والعراق في مجالات عدة ونجاح تجربة العراق الذي خرج من دائرة اللا إستقرار وتوجه ليلعب دوراً محورياً في إستقرار المنطقة وممارسة دور سياسيي وإقتصادي وأمني يليق به وبتاريخه العريق كبلد لا يتخلى عن مسؤوليته تجاه إخوته العرب حيث تجلى كل ذلك بكلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي ركز على ضرورة تأكيد التضامن العربي وسعي العراق للخروج من دائرة التردد إلى مساحة من الإصرار على النجاح في كل مسعى يحقق الغايات .
تزامن حضور القادة العرب مع دبلوماسية عراقية متقدمة بمشاركة رئيس الوزراء السيد السوداني الذي إلتفى على هامش القمة القادة والزعماء العرب وتفاهم معهم على قضايا الامن والاستثمار والتعاون في مجالات عدة وألقى كلمة العراق التي ركزت على دعم التضامن العربي والتواصل والتركيز على أهمية حل المشاكل بين الأشقاء والشروع بالعمل على تمتين أواصر الأخوة العربية ، في ذات الوقت كان للصحافة والإعلام العربي دور كبير في تسليط الضوء على القمة العربية ومخرجاتها وتنوير الشارع العربي بأهميتها في هذه المرحلة بالذات وكان حضور رئيس إتحاد الصحفيين العرب السيد مؤيد اللامي لافتاً حيث حرص كالعادة على أن يكون الإعلام العربي جزءاً فاعلاً في العمل العربي المشترك وتمكين وسائل الإعلام ومؤسساته على لعب دور متقدم في العلاقات العربية وإيصال رسالة واضحة بإن العمل العربي المشترك ليس سياسياً وحسب بل هو شامل متكامل وللصحافة والإعلام دورهما المتميز والذي أثبت فيه إتحاد الصحفيين العرب وخلال دورتين إنتخابيتين قدرة على مناقشة القضايا المهمة والصعبة ورفض هامشية الإعلام في مواجهة السياسة .
دبلوماسية الإعلام العراقية مع الدبلوماسية السياسية مثلتا قدرة واضحة لدى العراق على العودة إلى محيطه التقليدي الطبيعي كطرف فاعل ومؤثر ولا يمكن تجاهله مهما عظمت التحديات التي وأن عطلته لحين لكنها إستنهضت فيه مكامن القوة والشموخ والنهوض الممتد عبر التأريخ العظيم لهذا البلد المعطاء .