بلاوي نيوز ..
أضاع منتخب الشباب العراقي فرصة ثمينة للبقاء في دائرة المنافسة للتأهل للدور ثمن النهائي بعد خسارته الكبيرة والغريبة أمام منتخب تونس بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في المباراة التي أقيمت مساء يوم الخميس الماضي على ملعب ِ دييغو أرماندو مارادونا مدينةِ دي لابلاتا الأرجنتينية ، وانتهى الشوط الأول من المباراة التي أدارها الحكم الكولومبي جون أوسبينا بالتعادل بدون أهداف .
لو جاء من يراهنني خلال فترة الاستراحة بين الشوطين بمليون دينار مقابل 250 دينار على خسارة منتخب شباب العراق أمام نظيره التونسي بثلاثة أهداف نظيفة ، لما راهنته أطلاقاً ولا ضحيت بهذا ( الربع ) دينار ، لأنني – وجميع في الملعب – كنا نتوقع فوز العراق بأكثر من هدف ، وهذا ليس رجماً بالغيب أو تعاطفاً مع منتخبنا ، بل للمستوى الرائع الذي قدمه الفريق خلال فترات طويلة من النصف الأول للمباراة ، والذي تجسد بسيطرته على مجريات المباراة بشكل كبير ، وإضاعته لعدد كبير من الفرص المواتية لتسجيل الأهداف ، حتى إن أحد الصحفيين الأرجنتيين أخبرني إنه أحصى عدد الفرص الضائعة لمنتخبنا فكانت أكثر من سبعة وفي مناطق قريبة من الهدف ، ولم يختلف الحال كثيرا في بداية الشوط الثاني حتى الدقيقة 48 عندما ردَّ القائم كرة عراقية قوية سددها يوسف الأمين ، وكان ذلك بداية الانهيار الذي حصل للفريق العراقي حيث قاد الفريق التونسي في الدقيقة 55 هجمة سريعة من جهة اليمين وصلت فيها الكرة للاعب رائد بوشنيبة الذي مررها عرضية لزميله يوسف سنانة الذي وضعها داخل المرمى على يسار الحارس وسط غفلة المدافعين ، وبعد دقيقتين ومن هجمة كانت طبق الأصل لسابقتها مررت كرة من جهة اليمين داخل منطقة الجزاء فأنبرى لها اللاعب شيم الجبالي وأرسلها داخل المرمى على يمين الحارس وسط تفرج المدافعين . ولم يستفد منتخبنا من حالة النقص العددي في صفوف المنتخب التونسي بعد طرد لاعبه ريان النصرواي في الدقيقة 74 بعد مراجعة الحكم للحالة في ( الفار ) ، بل إن الظهير الأيسر سجاد محمد تسبب في احتساب ركلة جزاء للمنتخب التونسي في الدقيقة 85 سجل منها محمود غربال الهدف الثالث لفريقه .
وهكذا ودع منتخبنا منافسات البطولة بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة أمام المنتخب الانكليزي يوم الأحد المقبل ، وهو وداع غريب ومستغرب في مباراة كان هو الطرف الأفضل فيها لكن سوء الحظ لازم لاعبيه فأهدروا فرصاً كثيرة لو استغل نصفها لخرج بفوز كبير على نسور قرطاج .
الخسارة ليست نهاية الدنيا لكنها بصراحة كانت مؤلمة وبهذا الفارق الكبير من الأهداف الذي لم يكن يصدقه أحد ، لذلك يجب وضع معالجات سريعة وتقديم عرض كروي يليق بإسم العراق في المباراة الأخيرة أمام منتخب انكلترا ، والتركيز على الأخطاء الدفاعية التي تسببت بالخسارة أمام تونس ، خاصة في جهة اليسار ، مع دراسة أسباب اخفاق لاعبينا في استغلال الفرص الكثيرة التي تهيأت لهم خلال شوطي المباراة , وكذلك كثرة التسديدات العشوائية من خارج منطقة الجزاء والتي كانت تذهب بعيدا عن خشبات المرمى .
وكان المنتخب الإنكليزي قد حقق فوزا ثمينا وصعبا على منتخب ألأورغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة مثيرة سبقت مباراة منتخبنا أمام شقيقه التونسي ، ليقف في صدارة فرق المجموعة بستة نقاط وضمن بشكل كبير التأهل للدور ثمن النهائي ، فيما احتدمت المنافسة بين منتخبا تونس والأورغواي على البطاقة الثانية في هذه المجموعة .