بقلم : وسن الوائلي ..
تتصاعد الحملة الغربية لنقل العالم الى مرحلة جديدة يتم الترويج فيها لثقافة غير مسبوقة إلا في إطار مرويات دينية قديمة عن سلوكيات بشرية منحرفة غير مألوفة وقد أكد ذلك القران الكريم الذي يتعرض لموجة عدوانية من مجموعات بشرية وافراد حرقا وتسفيها وتمزيقا وتحريفا حيث وصف فعل قوم لوط بقوله تعالى : إنكم لتأتون الفاحشة ماسبقكم إليها من أحد وإذا كان الفعل هذه المرة مسبوقا بفعل مشابه حيث يأتي الناس بالفواحش وقد أتى بها من سبق بإعتبار ان الترويج الغربي للفواحش يسبقه ترويج في فترات زمنية مضت ولكن اللافت والفرق ان الفاحشة هذه المرة تتحول الى ثقافة كونية مقززة تنتشر كالنار في الهشيم وتتسارع المنافسة بين حكومات وشعوب وفئات ثقافية عدة ويراد لها ان تكون سلوكا قانونيا وشرعيا طبيعيا لايقتضي ان يوصف صاحبه بالخروج عن الملة والدين فعديد الكنائس ورجال الدين المسيحيين يروجون ويقبلون بهذا السلوك الشائن وصارت الكنائس والدوائر البلدية تقوم بإجراءات عقد القران بين الرجل والرجل والمراة والمرأة ونستعيذ بالله من ذلك الفعل الفاحش والمنحط والمخالف للطبيعة البشرية. وهذا يعني ان يكون فاعل الفاحشة تلك مختارا بين ان يستمر على دينه او ان يخرج عنه او ان يكون بلادين او منكرا لوحدانية الله بل منكرا لوجود الله الواحد الأحد.
الثنائية هنا هي إن الترويج يأتي متزامنا للفاحشة تلك بوصفها فعلا طبيعيا مرتبطا بالحرية الشخصية والتصرف بالجسد بوصفه ملكية فردية خاصة على قاعدة ان الناس مسلطون على اموالهم أو مايملكون، ومع الترويج لفكرة الالحاد والتفسير الموضوعي للإلحاد هو الشرك والانكار لوجود الله والميل عن الوحدانية والاعتراف بالخالق الى غير ذلك من التحلل من الاعتقاد بوجوده سبحانه وتعالى ويبدو واضحا من هذه الثنائية ان هناك ثقافة ونية مبيتة تعتمد اسسا قانونية مصطنعة تربط الالحاد بالمثلية الجنسية لسبب واضح يتمثل بالرغبة في التفسخ والانفكاك عن كل سلوك قيمي عقائدي فالايمان بالله هو الاعتقاد بوجود الخالق والنظام السلوكي والروحي والفكري الذي يلزم عباده به فلايخرجون عنه وهنا لايمكن العبور الكامل نحو الممارسات الموصوفة بالشذوذ مالم يكن هناك انحلال عن قيم الدين والاخلاق والعبور الى المثلية الجنسية والانحراف الكامل عن كل عقيدة مع اننا اوضحنا ان بعض من تلك المظاهر الفاحشة يروج لها كسلوك فردي أو جماعي لايرون فيه معارضة للدين والعبادات وقد رأينا أن هنالك مساجد في اوربا للمسلمين يتم فيها عقد قران المرأة على المرأة ومنها فكرة إمامة الصلاة للمرأة في مساجد أخرى في اوربا وامريكا وهي مخالفات صريحة للدين الحنيف الواضح والسلوك البشري القويم الذي اتفقت عليه ديانات التوحيد وشرائع السماء.
نحن اليوم في مواجهة خطر فكري وعقائدي يهدد النظام القيمي والأخلاقي والديني المعتاد ويخالف الطبيعة البشرية فكرا وسلوكا حيث يمضي المجتمع الانساني الى هاوية سحيقة من الانحراف والتبعية لمجموعات فكرية منحرفة اخذت تسيطر في دول اوربية وفي امريكا تعتمد مواقف وقرارات حكومية كالتي ينتهجها الرئيس جون بايدن الذي يروج بنفسه للإنحراف ويعين في حكومة البيت الأبيض مسؤولين شاذين كما إن الولايات المتحدة تقود حملة عالمية ملزمة لحكومات ومؤسسات حول العالم تروج لذلك والعراق على مايبدو مستهدفا وبقوة من خلال منظمات مجتمع مدني ومنظمات تمكين المرأة والنوع الإجتماعي ومايسمى الجندر.