بقلم : حسن المياح – البصرة ..
لما أتابع المجالس الحسينية في شهر محرم الحرام في كل عام ، وفي هذا العام ٢٠٢٣م ، من خلال الشاشات الفضائية ، مستقرئٱ الحضور في الصف الأول الذين هم علية ومثال المؤمنين …. فإني ملاحظ ، وواجد ، أن أصحاب المجالس { وهم الحاكمين السياسيين } يجعلون في الصف الأول ، الأغلب منهم هم من نفس جنس وجودهم الحكومي الذين يساوونهم في السلوك ، ويماثلونهم في السيرة ، ولا يختلفون عنهم في الأخلاق …. ولذلك يكون جلوسهم المحتم هو في تصدر المشهد ……
وهؤلاء … ، القسم منهم ينام وهو على الكرسي متحنبطٱ ، ظاهره يسمع التعزية ، وباطنه غافل عن وعيها لأنه غير مهتم بما يقال ويسمع ….. ، ومنهم من هو شارد الفكر ، هائمه ، لا أعلم بماذا يفكر ، وما هي حقيقة خياله المجنح الهائم ….. ولا أدري هل أن هذه الوجوه هي وجوه مؤمنة رسالية حقيقية تعي ما هو الإسلام ، وما هو الإمام الحسين عليه السلام ، أم هم ديكور سياسي ينهب مقاعد الجلوس الأمامية ، ليظهر نفسه على أنه المؤمن الواعي المواسي المتقي النزيه النظيف ، كما هو السياسي المحنك القائد ….. !!! ؟؟؟ وهل أن المنبر الحسيني يتشرف بمثل هذه الوجودات الصنمية الخاوية المنتصبة جلوسٱ في الخط الأمامي ، وأن ظهورهم المتقدم في المجلس يعكس رسالته في الهداية والثواب والتوعية ، وذرف الدمعة والحزن وإهتزاز العبرة ، وإلتقاط وفهم وترجمة الفكرة سلوكٱ والعبرة مسيرة ….. !!! حتى نقول أن {{ الشخص المناسب في الموقع المناسب ….. ؟؟؟ }}
والعجيب في الأمر أن الخطيب في محاضرته البارحة كان يتحدث عن التدين الحقيقي ، والتدين الشكلي ….. !!!؟؟؟
وفروق المقارنة التي ذكرها الخطيب { وطبعٱ هو من نفس شاكلتهم ، ويماثلهم في الجنس مسؤولية } فيما يخص ويتعلق بالتدين الشكلي الديكوري هي المنطبقة على شخوص هذه الشلة المترفة التي هي في سموم وحميم ، وفي ظل ثراء سحت حرام من يحموم ، المتصدرة في جلوسها المتقدم البارز أمام الشاشة ….. وهم لما يسمعون الشرح والتفصيل والموعظة ، يهزون رؤوسهم ، وينودونها ، ويضعون مناديلهم على عيونهم ، لتجفيف الدمع المنساب إيمانٱ وخشوعٱ ، ويلتهب وعيٱ وبخوعٱ ….. { طبعٱ شكليٱ ؛ وليس حقيقة ، كما هي التماسيح لما تجري دموعٱ كاذبة خادعة غاشة } …..
وفتشت في شخوص هذا الحضور المتقدم من رهط المسؤولين الحاكمين ، عللي أجد مصداقٱ لمن هو من فئة المتدينين الحقيقين التي تنطبق عليهم صفات ، وأمارات ، وخصائص ، ومقومات ، التدين الحقيقي ….. ، فلم أعثر على أحد منهم أبدٱ بمثل تلك التوصيفات والنعوت ….. وذلك لأننا لو وضعناهم على طاولة تشريح السيرة والمسيرة والقيم الأخلاقية التي يمتاز بها التدين الحقيقي ، لم يكن لهم شيء من نصيب ، ولا حصة كما هم يتحاصصون ثروات العراق والعراقيين نهبٱ وسرقات …. لما للتدين الحقيقي من مميزات وعلامات ، وخصال وأمارات ، وخصال ومزايا وصفات ، وخصائص ومقومات …..
وفي الٱخر ؛ وليس أخيرٱ : —-
كم من قرأ القرٱن ، والقرٱن يلعنه ….. نقول : { كم من حضر المجالس الحسينية والمنابر الحسينية تلعنه } لأنه يشوه معالمها ، وسمعتها ، وهيلها ، وهيلمانها …..