بقلم: عامر جاسم العيداني ..
ان التيار الصدري تيار وطني يمتلك عاطفة دينية جياشة ، مندفع بطريقة انفعالية نحو تحقيق اهدافه الاصلاحية ، وأن خروجه من العملية السياسية لم يكن بمصلحته وركونه بعيدا عن المشاركة في إدارة البلد شكل فراغا كبيرا ، ولكن أبناء هذا التيار لم تعجبه حالة الانزواء وعدم المشاركة وفي داخله غليان وغضب يمكن استغلال هذه الحالة وتحريكها من قبل المخابرات الدولية لغرض خلق فوضى وحالة عدم استقرار .. وخير شاهد عن قيامها بتحريك ادواتها وأولها عملية حرق القرآن في السويد والإصرار على اهانته مرة أخرى بتمزيقه .. وانتقال هذه الحالة إلى الدنمارك أيضا.. رغم كل حالات الاحتجاج التي جرت في دول قليلة العراق وإيران ولبنان واليمن وباقي الدول قامت حكوماتها فقط بالاستنكار ولم تتخذ إجراءات أو مواقف دبلوماسية قوية تضع حدا لمثل هذا التصرف الذي بحد ذاته إهانة الشعوب الإسلامية وخلق حالة من التطرف والكراهية بين الشعوب والأفراد ، وتعطي حالة عدم الاطمئنان وخلق الهلع والخوف بين المسلمين الذين يعيشون في الدول الأوربية .
أن الموضوع برمته حسب المحللين السياسيين هو استهداف للعراق بعد أن شهد حالة من الاستقرار وتوجهات حكومته إلى أداء برنامجها بتقديم افضل الخدمات للشعب العراقي الذي التف حول هذه الحكومة ، وهذا لم يعجب المخابرات الدولية خاصة بعد أن أصدرت الحكومة العراقية قرارا بوضع حد لتحركات الدبلوماسيين الذين يقومون بلقاءات مع المسؤولين العراقيين بعدة مستويات رغم منع ذلك .. مما أدى إلى زعل السفيرة الأمريكية ومغادرتها العراق ، وعلى ضوء ذلك استغلت المخابرات الأمريكية عاطفية التيار الصدري الوطني والديني فقامت بتوجيه ادواتها في الدول التي تحكمها أنظمة يمينية متطرفة حاقدة على الاديان من قبل شباب موجهين بحرق احد الثوابت والمقدس لدى المسلمين خصوصا العراقيون وهو القرآن الكريم .. فأدى ذلك إلى هيجان الشارع العراقي وخروج أبناء التيار الصدري بتظاهرات غاضبة واستغلتها المخابرات الدولية ودفعت أطراف من طرفها وحرق السفارة السويدية وخصوصا الأمريكية لتلصق تهمة بهم وخلق حالة التصادم مع القوات الأمنية الذي قد يؤدي إلى إصابة أو قتل عدد المتظاهرين وتوجيه الاتهام إليها من أجل مواجهة أخرى مع الحكومة والضغط عليها من لتحقيق غايات تفرضها القوى المحركة لهذه التظاهرات او تؤدي إلى اسقاطها لأنها لا تتوافق مع اجنداتها .
ومن هنا نحذر كل القوى الوطنية وخاصة التيار الصدري من تنفيذ اجندات الدول الاستعمارية وخصوصا أمريكا من حيث لا يعلمون والرجوع إلى الطرق السلمية وتشجيع الحكومة على قطع كافة العلاقات مع تلك الدول التي تشجع على الاساءة للثوابت والمقدسات الإسلامية وخاصة القرآن الكريم .
أن الهجوم العنيف وحرق المؤسسات الدبلوماسية للدول الأخرى عمل غير صحيح لانه يخالف الاعراف والمواثيق الدولية التي اقرتها الأمم المتحدة ونظمت العلاقات بين الدول ، وهو عمل يسقط من هيبة الدولة ويدفع بالدول على الإبتعاد من التعامل مع العراق وعدم الموثوقية به اقتصاديا خصوصا الإستثمار ، وأن استهداف القرآن الكريم أصبح في الغرب حالة عامة ممكن أن يفعلها أي شخص حسب قوانين ممارسة الحرية في تلك البلدان ، حيث لم تعمل الدول الإسلامية على وضع حصانة للقرآن والكتب السماوية بقرارات دولية في الأمم المتحدة وبدوره يمكن محاسبة الدول التي لا تلتزم بهذا الميثاق ..