بقلم : وسن الوائلي ..
شكلت جريمة الإعتداء على القرآن الكريم من بعض المتطرفين والمعتوهين في دولتي السويد والدنمارك إيذانا بمرحلة جديدة من المواجهة مع معسكر الشرور والشيطان الرجيم وعدوانية الذين يرون في الإسلام والقرآن تهديدا لحضارتهم الوجودية المادية الوضيعة المنافية للروح والضمير والرحمة والمنغمسة في الآثام والماديات الرخيصة والساعية الى نشر الرذيلة في الأرض ويدرك القائمون عليها إن حائط الصد الأخير في وجه المخطط الشيطاني لهم هو الإسلام وكتاب الله الكريم مع في الدين القويم من تعاليم وثوابت وقيم وعقائد أخلاقية وسلوكية ومعاملاتية ملتزمة بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي وضعت كل شيء في مساره الصحيح علما وفهما وفقها وإدراكا وشرحا وتوضيحا وتبيينا وتنبيها وإرشادا ولذلك يعمدون الى حشد جنودهم وشياطينهم البشرية وأدواتهم العلمية والتكنلوجية ووسائل إعلامهم الخبيثة لتكون وسائلهم في التشويش والتزييف وغواية الناس وضعاف القلوب وقليلي الدراية ليستدرجوهم الى فكر وفعل شيطاني منظم وإبعاد المسلمين عن قيمهم الدينية والأخلاقية التي يؤمنون بها ونظموا حياتهم وفقها ويدركون أهميتها الكاملة في حاضرهم ومستقبلهم ولتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم.
وليس غريبا أن ينبري التيار الصدري المقاوم وأبناء التيار ليكونوا ملبين لنداء العقيدة وتوجيهات قائدهم الصدر ويشكلوا خط الدفاع المتقدم والمشاركة في الفعاليات والمسيرات والندوات والكتابات المنددة والرافضة لأفعال هولاء وسلوكهم الشيطاني البغيض وكان لبنات الصدر العظيم الدور المتميز والبارز من خلال وقوفهن مع إخوتهن من أبناء التيار ومشاركتهن في إحياء دور العقيدة والكتاب الكريم وكذلك المسيرات الحسينية المعبرة عن الولاء لسيد الشهداء عليه السلام فقد مثلت المسيرات القرآنية والعاشورائية سلوكا منظما وثقافة منهجية واضحة بينت مدى الإلتزام بالخط القرآني والطاعة لسماحة السيد القائد ورغبته في رؤية بناته وأبنائه في مقدمة المضحين والملتزمين والمواظبين في حماية النهج القرآني الذي كان سيد الشهداء عنوانا واضحا له ومعبرا عنه ومتمسكا به وهو يجاهد في ميدان الإنتصار للحق في عرصات كربلاء برغم قلة الناصر ووحشية العدو وبرغم الحر والعطش والحصار والغربة حيث مثل ذلك قصة الحياة الحرة الحياة الكريمة الحياة التي لاتعاش إذا لم يستقم فيها الدين والمبدأ والإيمان وحين يتطلب الأمر التضحية فنعم للتضحية ونعم للعطاء بلاحدود.
هذا السلوك المتقدم العقائدي يتطلب نساءا ملتزمات بحجابهن وصلاتهن وعفتهن وحرصهن على الظهور اللائق ليرسمن صورة حضارية معبرة عن تربيتهن العقائدية الصالحة وقد شاهدنا كيف كان لذلك الحضور رونقه الخاص والمبهر وكيف كانت الجواهر الصدرية المكنونة محل إعجاب وتقدير وإحترام عموم الناس ووسائل الإعلام مع وجود شبهة في التغطية الإعلامية التي تم تحجيمها لأسباب تتعلق برغبة في التعتيم على حراك الصدريين وحضورهم في المراسيم العاشورائية. ومامن شك في أن تجربة بنات الصدر في دعم الأسر المتعففة والأيتام والأرامل والأسر ذات الدخل المحدود كانت تجربة رائعة حيث تم تنظيم ذلك بطريقة مثالية من خلال التواصل مع تلك الأسر وضمان توفير الدعم الممكن وبطرق مختلفة وسلوكيات عالية متزنة دون الإضرار بسمعة ومكانة وكرامة تلك الاسر بل إظهارها بمظر تستحقه وجديرة به تماما. كما إن المرأة الصدرية تأست بالسيدة زينب عليها السلام التي كانت تقوم بواجب التوعية والتوضيح للثورة الحسينية وفضح المعتدين والذين حاصروا الحسين عليه السلام وحاولوا تصويره بالخارج عن الدين وقد نجح الإعلام الصدري أيما نجاح بجهود مجموعات من النساء والشابات الملتزمات في إيصال الصورة النقية والصادقة عن الحراك الصدري ودعوته الى الاصلاح ومحاربة الفساد والتوعية بمخاطره والالتزام بتوجيهات سماحة السيد القائد مقتدى الصدر ومايفيض به من تعليمات ونصائح وإرشادات قيمة وجوهرية تثبت يوما بعد آخر صحة النهج الصدري وصواب مسيرته الاصلاحية التي حاربت الفساد وفضحت المفسدين والسلطويين.