بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا أمل لأي فرصة للسلام بالتفاوض مع تل أبيب. ولا يمكن تحقيق اي خطوة نحو استتباب الأمن والاستقرار ما لم تقتنع إسرائيل بان تلك الخطوة تصب في مصلحتها. فقادة الحكومة الاسرائيلية يعيشون حالة فنطازية وعبثية فريدة وغير مسبوقة من الغلو ونشوة الطغيان والعظمة. ويرون انفسهم فوق المخلوقات كلها، وفوق الشعوب والأمم، وفوق القوانين والتشريعات والأعراف والدساتير. ذلك لأنهم يزعمون أنهم شعب الله المختار. .
اما بخصوص السيناريوهات المطرحة لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ومنزوعة السيادة. والتي كان آخرها ما جاء على لسان السي سي، ودعواته لاقناع إسرائيل بالموافقة على إقامة هذه الدولة الكارتونية الهشة تحت إشراف مراقبين دوليين. فالفكرة ليست وليدة اليوم وانما تعود إلى عام 2001. عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون قبوله بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. تضمن أمن إسرائيل. لكن محاولته باءت الفشل. .
ثم تجددت الفكرة عام 2009 عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يقبل بأي دولة فلسطينية دون ضمانات بنزع سلاحها، وأن يترافق ذلك مع قبول الفلسطينيين والعرب بالاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي، وأن يجري حل قضية اللاجئين خارج إسرائيل. لكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح، وقبرت في مهدها، ولم تعد للظهور إلا في عام 2015 بمقترح ثالث تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد فيه: أن الحل الممكن للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يتمثل بإقامة دولة فلسطينية، منزوعة السلاح، تعترف بإسرائيل كدولة يهودية. لكن مقترحاته لم تلق الترحيب. .
ثم تكرر المقترح للمرة الرابعة عام 2017 في ضوء رؤية دونالد ترامب وقتذاك، لكن رؤيته كانت عبارة عن سراب وأوهام. .
وبالتالي فان فكرة السي سي ليست وليدة اليوم، وانما جاء بها من تراكمات الماضي وإرهاصاته قبل عقدين من الزمان. .
لكن السؤال الأهم، هو ما علاقة السي سي بهذا الامر ؟. ومن ذا الذي منحه التفويض الرسمي للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ؟. وما الحدود المقترحة لتلك الدولة في البر والبحر ؟. وهل يعني ذلك التنازل عن حقول النفط والغاز والسماح بتنفيذ قناة بن غوريون الملاحية ؟. ثم كيف يفكر السي سي بهذه الطريقة وهو يعلم ان تنفيذ مشروع القناة الملاحية البديلة سيقضي بالكامل على مستقبل قناة السويس ؟؟. . .