بقلم: كمال فتاح حيدر ..
صحف عربية كثيرة أخذت تربط بقصد التضليل والتشويش بين داعش وكتائب القسام، وتضعهما في خندق واحد على الرغم من الاختلافات الجذرية في النشأة والتأسيس والأخلاق والأهداف والسمعة. ومنها صحيفة عكاظ السعودية التي نشرت مقالة تحدثت فيها بطريقة مستفزة عن كتائب القسام، وربطتها بداعش. ثم عادت صحيفة الرياض السعودية في مقالة تقول فيها: ان احداث غزة ستسهل متطلبات التجنيد التي تسعى اليها داعش. وأرى ان هذه المقالات هي محاولات تمهيدية لتضليل الرأي العام، واقناع الناس بان داعش وكتائب القسام هما وجهان لعملة واحدة، وهذا ما سعى اليه الإعلام الاسرائيلي أيضاً منذ اندلاع حربهم ضد غزة. .
وبالتالي فان قيام الصحف السعودية والاسرائيلية بالترويج لظهور داعش، يوحي بان الخلايا الداعشية المختبأة في العراق وسوريا ولبنان ستعود لمزاولة نشاطاتها التخريبية والتفجيرية من جديد. وستتصاعد معها أصوات المحرضين من أمثال: العرعور والطرطور والعريفي والبيلي والحويني وبسام جرار. ليس هذا رجماً بالغيب وانما استنتاجات مبنية على توقعات منطقية لما ستتعرض اليه مدننا في العراق وفي أماكن أخرى في الشرق الاوسط من الأعمال الإنتحارية، وما سيصاحبها من سيارات مفخخة واحزمة ناسفة. آخذين بعين الاعتبار ان داعش نفسها تأتمر بأمر أمريكا واخواتها، وتتحرك بتوجيهات موسادية. وسوف نشهد مواقف كثيرة تؤكد على تحرك مخالب القوى الظلامية لتنشيط داعش، وتوسيع عملياتها الارهابية في المنطقة. وسوف تعود الصحف إلى التذكير بمقالاتها التي مر ذكرها هنا. وسوف تكون الاتهامات موجهة إلى كتائب القسام على الرغم من ان الفاعل هو داعش. ربما بانت بوادرها الآن في البادية السورية القريبة من الأردن والعراق، وذلك بهدف شيطنة المقاومة، والتقليل من انتصاراتها. وربط نضالها الإيجابي بالعمليات الارهابية المتوقعة. .
الحقيقة ان تصعيد عمليات منظمة داعش في المنطقة يطرح استفسارات وأسئلة جديدة عن استمرارها في الحضور ضمن المشهد العربي، ومدى ارتباطها بالأحداث والتطورات السياسية، لتعكس استعدادها لتنفيذ عمليات تستهدف المدن العربية نزولا عند الرغبات الموسادية وتستدعي توخي اليقظة والحذر. . .