بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وصلت حمى التصهين ببعض الإعلاميات العربيات إلى الارتماء في أحضان نتنياهو، وتأييد أفكاره الظلامية المكرسة لقتل وتشريد أطفال غزة. ووصلت بهن الوقاحة إلى التعري الأخلاقي على شاشات الفضائيات العبرية، والانتقاص من حقوق الشعب الفلسطينية في العيش بسلام وأمان فوق أرضه المغتصبة. نذكر منهن الإعلامية المصرية (داليا زيادة)، التي تطوعت لخدمة معهد الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجهاز الموساد، واشتركت ببث ونشر بيانات وأخبار كاذبة تدعم نتنياهو في تنفيذ مخططاته لتهجير سكان قطاع غزة خارج أرضهم. .
ونذكر منهن الإعلامية العراقية (داليا العقيدي)، المعروفة بتاريخها الطويل في خدمة مصالح واجندات الولايات المتحدة الامريكية وتعاونها المشبوه مع قادة البنتاغون لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة في ارض الرافدين. .
ومنهن أيضاً (والطيور على اشكالها تقع) الإعلامية الكويتية (فجر السعيد) التي ظلت تتحدث بلسان أفيخاي أدرعي: وتصفق لقتل أطفال غزة، وتدعو لتوجيه ضربات صاروخية قاسية لجنوب لبنان، وواصلت حملاتها لدعم الاحتلال الإسرائيلي مبررة له كل المجازر التي يرتكبها بحق اهلنا في غزة، وأصبحت ناطقة بلسان عيدي كوهين. .
وأثار الظهور المتكرر للإعلامية السعودية (سعاد الشمري) على الفضائيات الإسرائيلية تساؤلات الكثيرين حول تصهينها، وكانت لها تصريحات خادشة في مقابلة تلفزيونية اجرتها مع الصحفي الإسرائيلي (روعي كيس) عبر قناة (كان) العبرية، قالت فيها: (الاسرائيليين مرة حلوين)، أي جدا حلوين !؟!. .
ربما يطول بنا المقام في شرح أسباب ومسببات تفشي ظاهرة التصهين بين الإعلاميات العربيات، لكن هذه الظاهرة تلقى الدعم والتأييد من معظم الأنظمة العربية. بينما تجد العكس في البلدان الأوروبية. وما اكثر الإعلاميات اللواتي فصلوهن من اعمالهن في فرنسا وبريطانيا بسبب تضامنهن مع القضية الفلسطينية. .
قبل قليل قرأت رسالة بعثتها أسيرة مفرج عنها. تضمنت توجيه الشكر من أعماق قلبها لمن سمتهم بالجنرالات، الذين رافقوها في غزة خلال الأسابيع الماضية، على إنسانيتهم التي أظهروها تجاه ابنتها. وأكدت أن جميع من قابلتهم، وحتى القادة تصرفوا تجاه ابنتها برفق وحنان، وكانوا لها بمثابة الأبوين، وأكدت في رسالتها لعناصر القسام: أنها ستبقى شاكرة لهم للأبد. لأن ابنتها لن تخرج مصابة بصدمة نفسية، رغم الوضع الصعب والخسائر التي أصابت غزة، وختمت رسالتها بتمنياتها لهم ولعائلاتهم بالصحة والعافية. .
كانت هذه كلمات امرأة يهودية منصفة. في حين فقدت بعض الإعلاميات العربيات صوابهن، وارتمين في أحضان الكيان الغاصب، الذي لا يعرف الرحمة، ولا يقيم وزنا للإنسانية، ولا يعبء بالأعراف والقوانين والدساتير الدولية. .