بقلم: كمال فتاح حيدر ..
استخدمت إسبانيا حق النقض (الفيتو) ضد مشاركة السفن الحربية الأوروبية في البحر الأحمر تحت قيادة الأسطول الأمريكي. جاء هذا الرفض بعد موافقة اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي بالإجماع على المشاركة البحرية بذريعة تأمين خطوط الشحن البحري بين مضيق باب المندب وقناة السويس. ثم انهار كل شيء بعد وقوف إسبانيا بقوة ضد قرار الانسياق وراء التوجهات الأمريكية الداعمة لاسرائيل. بينما واصل الحوثيون هجماتهم ضد السفن التجارية الاسرائيلية و السفن التجارية المتوجهة إلى اسرائيل أو القادمة منها. .
جاء الرفض الإسباني بالتزامن مع الشكوك التعبوية التي أبدتها فرنسا حيال الموضوع، وتخوفها من اتساع رقعة الحرب وتحولها إلى استراتيجية انتقامية في ظل هجمات الحوثيين. وعلى السياق نفسه أعرب العديد من حلفاء الولايات المتحدة عن شكوكهم بنوايا البنتاغون، لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية، كما هو الحال في إسبانيا، أو للحفاظ على قنوات اتصال مع العالم العربي، على الرغم من الخطوط العامة المتفق عليها لتبادل المعلومات. .
من ناحية أخرى يرى الخبراء ان هجمات الحوثيين على السفن التجارية الاسرائيلية قد يدفع الولايات المتحدة إلى اللجوء للرد العسكري، والدليل على ذلك أنها أرسلت حاملة الطائرات (USS Dwight D. Eisenhower)، وحركت أسطولها في البحرين نحو المسطحات المائية لخليج عدن. وتشعبت تحركات وزير الدفاع الأمريكي حول حرية الملاحة في البحر الأحمر منذ انطلاق هجمات الحوثيين الداعمة للفلسطينيين في غزة، ونجاحهم في إطلاق صواريخهم الباليستية على ميناء إيلات الإسرائيلي، ثم هاجموا السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر أو السفن المرتبطة بالمصالح التجارية الإسرائيلية، ونفذوا منذ ذلك الحين حوالي 40 هجوماً على السفن التجارية بالطائرات، والطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن. الأمر الذي اضطر شركات الشحن إلى تحويل سفنها نحو رأس الرجاء الصالح، وأوقفت شركات النفط عبور الناقلات العملاقة في البحر الأحمر، مما أدى إلى زيادة تكاليف شحن الحاويات، وقد يؤدي ذلك إلى تأخير التوزيع ونقص المنتجات و اختلال توازن الاقتصاد العالمي. آخذين بعين الاعتبار ان التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا، تمثل 25 إلى 30 بالمئة من التجارة العالمية. .
ختاماً: وعلى الرغم من الجهود المضنية التي بذلتها الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية مشتركة، لكنها باءت الآن بالفشل، ولم تحقق أهدافها، وهكذا ظل ميناء إيلات معطلا بالكامل، وشهدت قناة السويس انخفاضاً ملموساً في مواردها، بينما واصل الحوثيون هجماتهم في ظل انهيار الأسطول الأحمر. .