بقلم: كمال فتاح حيدر ..
المداخلة: نبتة سوء نبتت في بلادنا منذ 40 عاماً تقريبا. انفرد مشايخها بقدراتهم المذهلة على التلون بألوان الطيف السياسي، وعرفهم الناس بنفاقهم ومهاراتهم في تكييف انفسهم وفقاً لما تمليه عليهم القرارات الحكومية التي تأتيهم جاهزة ومعلبة ومختومة بأختام رجال الدولة. وهم بهذه الصورة عبارة عن شلة من المهرجين يعملون لصالح الحكومات ويتراقصون على أنغامها في كل محفل. .
اما من أين جاءت تسميتهم بالمداخلة، فذلك لانتسابهم إلى المتمشيخ (هادي المدخلي) المولود بالسعودية، وأحياناً يسمونهم (الجامية) نسبة إلى المتمشيخ (محمد أمان الجامي) المولود في إثيوبيا. .
وبصرف النظر عن قناعتك بتوجهاتهم، أو خلافك معهم. فليس لدينا أدنى شك بأنك ستغير رأيك عندما تقرأ الإطراء والثناء الذي أسبغته عليهم الصحف الاسرائيلية، وعندما تسمع بعلاقاتهم الحميمة بالحاخامات والكهنة ومنظماتهم الظلامية. .
فقد نشرت صحيفة (THE TIMES OF ISRAEL) على صفحات عددها الصادر في التاسع والعشرين من ديسمبر 2023 مقالة بقلم: دانيال حقيقتجوي، بعنوان: (المداخلة أصدقاء إسرائيل). والمقالة منشورة حتى الآن على الشبكة الدولية بعنوان:
Madkhalis are the friends of Israel
يقول الكاتب: (كان واضحاً جداً منذ اليوم السابع من اكتوبر كيف اندفع مشايخ المداخلة لدعم الجيش الإسرائيلي في حملاته الصاروخيّة الشرسة ضد المقاومة الفلسطينية. حتى تبين لنا بما لا يقبل الشك انهم حلفاؤنا في مواصلة الهجوم على غزة). .
ويعترف الكاتب في مقالته: (ان دين الإسلام يوصي بوجوب اتباع التعاليم الدينية التي تتطلب من المسلمين مساعدة بعضهم البعض، والدفاع عن بعضهم البعض. وإبداء المزيد من التضامن والتعاون المشترك. على غرار دعمهم للكشميريين والروهينجا والأويغور، ويفضلون تقديم المزيد من المساعدات لفلسطين ضد إسرائيل). .
لكنه يستثني فرقة (المداخلة) من المسلمين، ويقول عنهم: (إنهم يفضلون القيم الليبرالية العلمانية. ويكتفون بالقدر الأقل من الإسلام في التماشي مع الحكومة والمجتمع. ويرجحون الانتماءات القومية والعرقية والعشائرية على المبادئ والقيم الإسلامية. ويسعون لخفض المساعدات لفلسطين ضد إسرائيل. .
وبالتالي فإنهم أقرب من غيرهم في التناغم مع مخططات اسرائيل نحو التطبيع والتمدد والتوسع). .
يقول الكاتب أيضاً: (ان المداخلة فرقة جديدة ظهرت في السعودية بالتسعينيات. يتظاهرون بأنهم سلفيون، لكنهم يتبنون آراء تعارض آراء السلفيين الحقيقيين بشكل جذري. ويؤمنون بأن المبدأ الأساسي لعقيدتهم هو القبول الصامت لكل ما تفعله السلطة الحاكمة. ومن هذا المنطلق، فإن النقد اللفظي لسياسات الحكومة غير مسموح به على الإطلاق، وأي شخص ينخرط في مثل هذا النقد يستحق السجن أو الموت. وفي الواقع، فإن مجرد النقد اللفظي يعادل الإرهاب). .
يدعي المداخلة أن المسلمين يجب أن يقبلوا بصمت السياسات الحكومية التي تزيل الدين من الدولة والمجتمع، والسياسات الحكومية التي تنطوي على التعاون مع إسرائيل لتدمير فلسطين والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. .
ثم يختتم الكاتب مقالته في صحيفة التايمز أوف إسرائيل بأفضلية المداخلة لسببين:-
أولاً: يساعدون الحكومات على قمع الإسلاميين ونشر القيم الليبرالية العلمانية في الأراضي الإسلامية. .
ثانياً: يساعدون الحكومات على التحالف مع إسرائيل ويدعمونها في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية. . ويؤكد حرفياً أن المداخلة يؤيدون التهجير القسري لجميع الفلسطينيين عن أراضيهم. .
كلمة اخيرة: ستبقى فلسطين عربية رغم أنف كل مدخلي أو جامي. وستبقى راية (الله أكبر) خفاقة فوق ربوع أوطاننا. .