بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل رأيتم كيف تعمدوا تضليل الرأي العام العالمي والتشويش عليه، عندما زعموا ان الحوثيين يمنعون مرور السفن التجارية من مضيق باب المندب. وهذا الكلام غير صحيح، ويجافي الحقيقة. حتى البلدان الأوروبية التي أبدت رغبتها اول مرة بالانضمام إلى الجوقة الأمريكية المتهورة غيرت موقفها بعدما ادركت الفارق الكبير بين منع السفن كلها وبين اقتصار المنع على السفن المتوجهة إلى الدولة التي تصب حممها فوق رؤوس المدنيين في غزة. وبالتالي فان منع السفن الاسرائيلية مرهون بوقف أطلاق النار. .
لكن الإعلام الغربي هو الذي ظل يدعم الرواية المعكوسة، وهو الذي يزيّف الحقائق، ولحسن الحظ لم تنفعهم أكاذيبهم. ومع ذلك توغلت سفنهم الحربية في خليج عدن، ووصلت إلى مقتربات المضيق. وشنت طائراتهم سلسلة من الغارات العبثية، من دون ان يعلموا أنهم سوف يتسببون بكارثة بحرية يصعب التكهن بتداعياتها السلبية على موانئ البحر الأحمر وعلى قناة السويس وخطوط الشحن الدولية. .
ماذا لو تمادت امريكا إلى الدرجة الحرجة التي ترغم فيها القوات اليمنية بإطلاق الغامها في عرض البحر؟. عندئذٍ ستضطر السفن الحربية والتجارية إلى الهروب خارج المسطحات المحفوفة بالمخاطر. وما الذي ستقوله امريكا لشعبها لو تعرضت سفنها الحربية لضربات مميتة على يد رجال القبائل في اليمن ؟. وأي خزي سيلحقها عندما تُمنى بهزيمة ساحقة في هذا الممر الضيق ؟. .
لا شك ان وزارة الدفاع الأمريكية تعلم تماما أنها تتعامل مع رجال لا يهابون الموت، ولا يعرفون الاستسلام، ولن يتراجعوا أبدا ما لم يستجيب المجتمع الدولي لنداءاتهم بوقف إطلاق النار في غزة. وبخلاف ذلك فان امريكا ستقع في المصيدة اليمنية. وستكون هي المندحر الأول في خليج عدن، وسوف تخرج مهزومة مدحورة، تجر وراءها أذيال الخيبة والخذلان مثلما خرجت غير مأسوف عليها من افغانستان. .
اقرأوا التاريخ بتعمق، لا توجد دولة حاولت الدخول بجيوشها وأساطيلها وخرجت سالمة من ارض اليمن. .
سمعت قبل بضعة أيام أغنية شعبية تركية حزينة تتحدث عن الجنود الأتراك الذين أرسلتهم الإمبراطورية العثمانية على دفعات إلى اليمن، ولم يرجع منهم احد، فكتبوا هذه الأغنية في رثاء جنودهم. .
تبقى اليمن مقبرة للغزاة في الماضي والحاضر والمستقبل. .