بقلم: أياد السماوي ..
لا شّك أنّ التصريحات التي أدلى بها النائب حسين السعبري إلى قناة التغيير قد أدهشت وصدمت الجميع ، ليس لأنّ تعاطي الرشوة ومحاولات شراء ذمم بعض النواب أمر لم يحدث من قبل ، فمثل هذه الحالات كثيرا ما حدثت في مسيرة مجلس النواب خصوصا حين يتعلّق الأمر بالتصويت على عزل هذا المسؤول أو ذاك .. لكنّ ما حدث في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب وما أشيع في هذه الجلسة عن عمليات لشراء الأصوات بشكل علني ومن قبل موظفين في مجلس النواب ونواب تابعين لحزب تقدم ، قد قلّب كلّ الموازين ليدقّ ناقوس الخطر ، ليس لأنّ هذه الأموال التي استخدمت في شراء ذمم النواب الذين صوتوا لصالح الصدامي شعلان الكريم هي أصلا أموال الشعب العراقي المنهوبة فحسب ، بل أنّ ما حدث قد سلّط الأضواء على الخراب الكبير الذي أحدثه المجرم الحلبوسي في مجلس النواب العراقي ومؤسسات الدولة الأخرى .. فما جرى أمر جلل استوجب إعادة النظر ليس فقط بكامل العملية السياسية والديمقراطية ، وإنما بإعادة النظر بهذه المجموعة التي يطلق عليهم قادة ، فالحدث قد أثبت أنهم مجموعة من الأغبياء والمنتفعين وفاقدي البصيرة ، فهل من المعقول بعد عشرين عاما من العمل الديمقراطي أن تتحوّل أهم مؤسسة تشريعية في البلد إلى سوق لبيع الذمم والسمسرة والصفقات المشبوهة ؟؟تمارس في أروقتها وكواليسها أخطر صفقات الفساد والبغاء ، ويتحوّل قسم كبير من الموظفون فيها إلى سمسارة وقوادين تديرهم شبكة أكبر من القوادين يرأسها قواد كبير ترعرع في احضان البعث ورضع الإجرام والفكر الصدامي منذ ولادته ..
ولعلّ السؤال الأكبر الذي يشغل تفكير عامة الناس بعد هذه الأعوام العشرين من سقوط النظام الديكتاتوري ، أهذه هي الديمقراطية التي جاء بها النظام السياسي الجديد؟ كيف انتهت السلطة التشريعية في البلد إلى هذا الحال ؟ وما هو دور عصابة الحلبوسي في مجلس النواب بهذا الخراب ؟ وأين هم شيعة السلطة من هذا الخراب ؟ وماذا هم فاعلون ؟ وهل تيّقنّ الآن قادة الإطار بعد الذي حصل في ليلة الهرير أنّ المرحلة القادمة تتطلب انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب قادر على تفكيك منظومة حزب البعث التي زرعها الحلبوسي في مجلس النواب والمحافظات الغربية ؟؟ أرجو أن يكون قادة الإطار قد استوعبوا الدرس ووقفوا على حجم فعلتهم الشنيعة وحافظوا على تلك القطرة من الحياء على جباههم ..
أياد السماوي
في ١٧ / ١ / ٢٠٢٤