بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ولدت هذه المخدرات الوهمية من رحم العمليات المصرية والأردنية الداعمة لإسرائيل، وجاءت ولادتها بعد انطلاق هجمات طوفان الأقصى. .
لا شك انكم سمعتم بها، وبخاصة في المرحلة الراهنة التي نشطت فيها الغارات الأردنية، حيث استهدفت قبل بضعة أيام منزلين في بلدة عرمان بمحافظة السويداء جنوب سوريا. فقتلت 10 أشخاص على الأقل، بينهم طفلتان و 5 نساء. . ونفذت الأردن في الخامس من يناير / كانون الثاني الحالي غارتين داخل سوريا بذريعة ملاحقة مهربي المخدرات. .
لكن اللافت للنظر هو تزامن العمليات الأردنية مع العمليات المصرية في تنفيذ ما يسمى: (مكافحة المخدرات)، والتي كان آخرها قيام الجيش المصري بمطاردة عصابة لتهريب المخدرات مؤلفة من 20 مسلحا كانوا في طريقهم من سيناء إلى غزة، فقتلت منهم 6 أشخاص. .
التساؤلات التي تفرض نفسها حول شحنات المخدرات التي تزايدت أحجامها وأوزانها ورحلاتها في الأسابيع الماضية. هي: لماذا ارتفعت مؤشراتها الآن في خضم المواجهات الحربية المتفجرة منذ اكثر من ثلاثة أشهر في قطاع غزة ؟. وهل لسكان غزة الوقت الكافي لشراء وتعاطي المخدرات ؟. ثم لماذا هذا الإصرار من رجال (العصابات) على مواصلة التهريب عبر الطرق الواقعة تحت مرمى نيران إسرائيل ومصر والأردن ؟. .
الغريب بالأمر ان الصحافة الإسرائيلية التي دأبت على متابعة هذه العمليات لم تشر إلى المخدرات، وانما أشارت إلى كميات ونوعيات الأسلحة التكتيكية المهربة إلى قطاع غزة والى الضفة الغربية. فالمخدرات التي تتحدث عنها القيادات الأردنية والمصرية هي قنابل وصواربخ ومعدات حربية خفيفة الوزن عالية الأهمية. والمهربون الذين يتحدثون عنهم هم مجاميع من عناصر المقاومة متخصصة بالدعم اللوجستي. .
لكن مصر والأردن لم تعترض على الرحلات المكوكية (الجوية والبحرية) التي اشتركت فيها السفن والطائرات الأوروبية لنقل الأسلحة الثقيلة إلى إسرائيل. .