بقلم: أياد السماوي ..
قبل أيام وبرعاية دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وتحت شعار عام في محاربة الفساد نجاحات الحاضر ورؤية المستقبل ، عقد في بغداد المؤتمر الأول لمكافحة الفساد .. الشيء الغريب في هذا المؤتمر الهام جدا والنوعي جدا ، أنّ وسائل الإعلام المحلية لم تعطي المؤتمر تلك الأهمية التي يستحقها هذا المؤتمر النوعي ، والذي كان عبارة عن ورشة عمل أدارها السوداني بكفاءة منقطعة النظير أذهلت المؤسسات الدولية التي تدعم العراق في مكافحة الفساد ، وهذه الورشة النوعية التي حضرتها هيئة النزاهة بكافة كوادرها وديوان الرقابة المالية والقضاء العراقي ممثلا بالقاضي الأول المختص في قضايا الفساد ولجنة النزاهة البرلمانية ، قد استعرضت فيها الحكومة انجازاتها التي تحققت خلال العام المنصرم من عمر الحكومة .. الأمر الغريب في هذا المؤتمر أنّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي كان من المفترض أن يكون مستمعا للجهات ذات العلاقة المكلّفة بمحاربة الفساد ، كان هو شخصيا من خلال كلمته التي القاها لولب هذه الورشة ، حيث استعرض في كلمته خمسة محاور هامة ، حيث تناول المحور الأول إجراءات الحكومة في مكافحة الفساد ، حيث تضمنّ هذا المحور أربعة عشر إجراءً قامت به الحكومة .. وتناول المحور الثاني إجراءات الوقاية من الفساد والحد منه ، حيث تضمنّ هذا المحور أيضا سبعة عشر إجراءً قامت به الحكومة .. وتضمنّ المحور الثالث الإجراءات المتعلقة بمشروعات القوانين والتعليمات في مجال مكافحة الفساد والحد منه . . وتناول المحور الرابع الإجراءات التي قامت بها الحكومة في مجال التعاون الدولي في مكافحة الفساد .. وتضمنّ المحور الخامس إجراءات الحكومة في الإشراف والمتابعة في تنفيذ المئات من المشاريع الخاصة بالبنى التحتية والمستشفيات والطرق والجسور .. كما استعرضت هيئة النزاهة الوطنية انجازاتها في مكافحة الفساد بالأرقام خلال العام الأول من عمر الحكومة ..
في هذا المؤتمر كانت الحكومة هي الجهة التي تؤشر إلى الخلل وتدعو إلى معالجته ، وكانت كلمة رئيس الوزراء في هذا المؤتمر النوعي هي بمثابة برنامج عمل في تشخيص داء الفساد والعلاج منه .. لا أدري لماذا تجاهلت وسائل الإعلام هذا المؤتمر الهام جدا ولماذا لم تسلط الضوء عليه بشكل كاف يتناسب مع أهميته ؟ فالتوصيات السبعة التي خرج بها هذا المؤتمر النوعي ، هاي خارطة طريق للقضاء على سرطان الفساد الذي استشرس خلال السنوات المنصرمة ، وبدورنا نطالب القضاء العراقي في حسم قضايا الفساد الكبرى خصوصا القضايا المتعلقة بالرأي العام ومبالغ الفساد الكبيرة وكبار مسؤولي الدولة ، كقضية سرقة الأمانات الضريبية التي اسدل الستار عليها .. فتحية لدولة رئيس الوزراء الذي كان لولب هذا المؤتمر وتحية لكل من شارك في أعمال هذا المؤتمر النوعي الذي يحدث لأول مرة في العراق منذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق ..
أياد السماوي
في ٢٤ / ١ / ٢٠٢٤