بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
تنهض الامم والشعوب بمجموعة من العوامل والمقومات ومنها الطاقات والعقول التي تستثمر في عمليات البناء و النهوض والتقدم والازدهار ومعالجة الازمات ووضع الخطط والبرامج……الخ
و النخب تعتبر احد اهم الموارد الوطنية التي ينبغي الاهتمام بها •
للاسف الشديد كثير من هذه النخب وضعت بين خيارين إما الاستبعاد او الاستعباد ….!!!؟؟؟
مما لاشك فيه ان كل حركة او تيار او اي ايدلوجيا لها مفكريها ومنظريها وهذا من الحسنات التي يعرضها للنقد سلبا أوايجابا وبالتالي تحصل عملية التقويم وتصحيح المسارات لكن من الخطاء الكبير ان تسحب تلك النخب من موقع التنظير العام الى الخاص بالقدر الذي تخضع فيه لرغبات الزعيم ومزاج القائد بسبب الطموحات الشخصية غير المشروعة او ردات الفعل غير المحسوبة وهنا يحصل التناقض والتضاد وتظهر العثرات والتراجع وتزداد الكبوات مما يساهم في زرع الاحباط والياس عند الجمهور ويتجذرالفشل•
ان وضع اصحاب العقول في خدمة اصحاب الحظوظ يقتل الابداع والنشاط ويصيب اي حركة تطور بالشلل
والتوقف ولايمكن تحقيق منجز او تقدم ملحوظ والسبب تحجيم الفكر وسلب الارادة الحرة وفرض ارادة اخرى وأعتقد جازما ان ذلك احدأهم اسباب مايحصل من تراجع وفشل أضف الى ذلك عملية قفز قناصي الفرص من ماسحي الاكتاف واهل الملق والنفاق ممن لاعهد ولا وعد ولاثابت لهم سوى مادرت معائشهم وحجم المكاسب والمغانم والمناصب التي جهدوا أنفسهم للحصول عليها وهم من محدودي الفكر والتفكير وأصحاب الافق الضيق من الذي لايفقهون ادبيات الاعلام او حيثيات السياسة وعالمهما الكبير ومع ذلك استطاعوا السيطرة على معظم صناع القرار واصبح لهم التاثير السلبي الواضح ولعل طامتنا الكبرى اليوم بمايعرف _ بالذباب الالكتروني _ ممن ينشرون الجهل ويقومون بعكس الحقائق وعمليات الابتزاز وكثير ما انقلب هؤلاء لاحقا على اولياء نعمهم السابقين •
والانكى والامر ان يبعث هؤلاء او ممن هم على شاكلتهم ممن ليس لهم جذور او بعد استراتيجي لتمثيل احزاب وحركات عريقة وذات تضحيات كبيرة في محافل خطيرة وتلك مجازفة لاحدود لعواقبها الوخيمة •
ان النخب الحرة دائمة البحث والتفتيش والرصد والمتابعة والمراقبة وتعمل بكل نكران ذات وتقدم عصارة فكرها على طبق من ذهب بالمجان ودون مقابل لمراكز صنع القرار ناهيك عن دورها في محاربة الجهل ونشر الوعي والتاثير الإيجابي على الراي العام وهنا لابد بل من الضروري من احتوائها وتقديم كل ما تحتاجه لمضاعفة عطائها على مستويات مختلفة واصعدة متعددة وان تكون العلاقة والتواصل معها مستدامة لاظرفية ولاوقتية •
النخب الحرة لن تسمح بمصادرة عقولها او شراء ضمائرها
فهي عاملة ومجاهدة
عقولها زاخرةوايديها نظيفة بيضاء وألسنتها صادقة واقلامها لن تنكسر او يجف مدادها
وعطائها ثر غير محدود
وهي شاهدة على العصر
على الحركات والاحزاب السياسية مراجعة هذا الكلام والتفتيش في بطانتهاعن المؤثرين في قرارتها وايضا التدقيق في شخصياتها او من يمثلها في السلطات التنفيذية او التشريعية فان وجدوا ذلك صحيحا فعليهم التصحيح وغفر الله لهم وان كان كلامنا لاصحة له فالمغفرة لنا والمسلم للمسلم النصيحة .
ورمضان كريم وصيام مقبول