بقلم : د. ناظم الربيعي ..
لم أكن من المادحين أو المطبلين طوال حياتي المهنية في بلاط صاحبة الجلالة التي أمتدت لأكثر من أربعين عامًا
لكن أمام الشخصيات المتفردة بعطائها والشامخة والكبيرة في عملها لا بل في كل شيء خلقًا وأخلاقًا اقف امامها بكل احترام مشيرا لمثل هذه القامات والرجال بما تستحقه نتيجةً لعطائها الثر والكبير ولانها كبيرة في همتها شديدة في اصدار الأوامر وتنفيذها وإنسانية في ذات الوقت في تعاملها مع معيتها والمواطنين بكل ما تحمله الكلمة من معنى واعني بذلك وزيرا عراقيا من طراز خاص تسنم مسؤولية وزارة الداخلية في أصعب الظروف هذه إلوزارة التي كانت تضج وتعج بالتناقضات في الروؤى وأختلاف المسؤوليات والمناصب داخلها نتيجة المحاصصة قبل تسنمه قيادتها لكنه حال تسنمه المسؤلية فيها أخذ على عاتقه وفي أولى أولويات عمله توحيد عمل الوزراة ومسؤولياتها وفق نهج واحد تحت أمرته حصرياً لا لشيء وإنما ليكون عمل الوزارة في خدمة الوطن والمواطن اولاً واخيراً وهذا ماحصل فعلا كان ولا يزال يتعامل تعاملا فريداً من نوعه في كل المناصب والقيادات التي تسنمها وزيرا وقائدا وأبا حنونا وأخا كريماً مع ضباطه ومنتسبيه والمواطنين في ذات الوقت يكرم المبدع والمتفوق في عمله ويعاقب المسيئ يعمل مواصلا الليل بالنهار لتذليل الصعاب في وزارة عملها يشمل كل محافظات ومدن العراق محاولا إيجاد الحلول للمشاكل والمعوقات المتراكمة داخل الوزارة في عهد الوزراء السابقين أولها مشكلة جرحى وضحايا الإرهاب من الضباط والمنتسبين عالجها بحكمة القائد وحنان الأب من خلال أرسال مرضاهم وجرحاهم الى ارقى المستشفيات العالمية للعلاج خارج العراق على نفقة الوزارة من واردات صندوق شهداء الشرطة وواردات مديرية الجنسية والجوازات واموال الغرامات المفروضة على الشركات الأمنية ليتلقوا العلاج في ارقى المستشفيات العالمية مع تخصيص راتب للمعين الطبي المتفرغ للجرحى من ذوي الاحتياجات
الخاصة وتعاقد مع احدى الشركات الألمانية الرصينة لتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية للجرحى في المانيا
هاشا باشا سمح المحيا في إستقبالهم مستمعاً جيداً لمشاكلهم معطيًا أوامره لحلها بالسرعة وباللحظة والتو لايظلم احدا منهم وثاني تلك المشاكل التي كانت شبه مستعصية هي عملية أستلام الوزارة للملف الأمني بكل مفاصله لمحافظات بابل النجف الديوانية المثنى وواسط
واضعا نصب عينه تطوير هذا الملف بزيادة تلك المسؤلية الأمنية منتصف هذا العام من قبل وزارة الداخلية لمراكز المدن المحررة في الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك سبق ذلك عمل متميز ونادر هو الغاء قيادات العمليات في سامراء وسومر في ذي قار واستلام المسؤلية الأمنية من قبل أبطال وزارة الداخلية
لم يغفل التفكير بأمن الشريط الحدودي مع دول الجوار من خلال وضع الكتل الكونكريتية المعززة بالكاميرات الحرارية عن طريق الصب الموقعي بنقل معامل صب تلك الكتل إلى المواقع الحدودية موفرا مبالغ نقلها وصبها إلى النصف وبذلك وفر ملاين الدولارات لخزينة الدولة يحدث ذلك لأول مرة في عهده فلا عجب
فهو أحد صناع النصر الكبير الذي تحقق على فلول داعش وهو من الرجال الرجال الذين صنعوا تأريخًا عسكريا ووطنيًا ببطولاتهم الفذة فجعلوا قمة المجد تنحني لهم خجلة أمامهم وقلم التأريخ سجل ويسجل بطولاته بمداد من ذهب في كل المناصب العسكرية التي تقلدها قبل أن يصبح وزيرا للداخلية
وهب نفسه ووقته من اجل الوطن والمواطن فعمل جاهداً من اجل ان تكون وزارة الداخلية قريبة من المواطن فبدأ بجولات تفتيشية ليلية لمراكز الشرطة في عموم بغداد وبقية المحافظات متفقدا سير انجاز الدعاوى فيها وكيفية معالجة المعوقات والمشاكل التي تواجه المواطنين في تلك المراكز اصدر اوامره ببناء 48 مركزا للشرطة
و100 مركز للدفاع المدني في عموم العراق في عام 2023 تعمل وفق الأتمتة الإلكترونية أسوة ببقية مراكز الشرطة
عمل بجد واجتهاد من أجل انهاء ما يعرف بالدگة العشائرية ونجح فيها بشكل لافت للنظر فانخفضت تلك الجرائم بنسبة %80 عمل جاهداً بمحاربة آفة العصر التي تهدم قيم المجمتع وتفتك بعقول الشباب والمراهقين وهي آفة المخدرات فحارب بلا هوادة تجارها ومروجيها ومتعاطيها وفي ذات الوقت عمل مع وزارة الصحة على انشاء المصحات الطبية القسرية لمعالجة متعاطيها وارسل جميع المرشدين الدينين في الوزراة اليها لإلقاء المحاظرات الدينية عليهم
اصدر اوامره بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون والاجتماعية لاصدار البطاقات الموحدة للمشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية وفعلا فقد اصدرت دائرة الجنسية والأحوال المدنية اكثر من 2000 بطاقة موحدة خلال أسبوعين فقط لهم
مهما بلغت حروفي من قوة وبلاغة فقد لا اوفيه حقه فهي لا تضاهي عمله المتواصل ليل نهار
وهنا لا اريد مدحه او تلميع صورته فهو اشهر من نار على علم فقد كان بين ضباطه وجنوده عندما كان قائدا عسكريا يشار له بالبنان عندما كان قائدا لعمليات بغداد والمفتش العام لوزارة الدفاع ومن ثم نائب لقيادة العمليات المشتركة يتقدم صفوف مقاتليه شجاعا لايهاب الموت كانه واحدا منهم كان أسدًا شجاعا استحضر بطولات العراقيين الضاربة في جذور الزمن الممتدة لألاف السنين ممتطيا صهوة المجد غير مكترث بما يصدر من افواه الملأ من عسل او سم اومن ورد أو رماد كان وصوله الى منصب وزير الداخلية استحقاق طبيعي له وتقديرا لتضحياته حاطته رعاية الله ولطفه في كل منصب تسنمه لانسانيته العالية والكبيرة كان ولازال قوي الهمه و الارداة مسدد الخطى
انه فارس وقائد من الطراز الاول لم يغضه التهريج او التشويه ومحاولات السوء لكن الحقيقة لن تحجب بغربال مؤديا واجبا وطنيا كبيرا لا يقل اهمية عن دوره البطولي في ساحات المعارك فمهمة قيادة وزارة الداخلية هي مهمة عسكرية ووطنية بامتياز لا يستطيع حملها الا الرجال الرجال امثاله
لم يرتق سلم المجد من فراغ انما لتفاعله مع قضايا شعبه وتضحياته صادقا مع نفسه وربه يؤدي دورا وطنيا كبيرا لقد شهد له القاصي والداني وشكل انموذجا فريدا في قيادة الوزارة كي تبقى في خدمة الوطن والمواطن وامنه اينما كان لتبقى لها مكان الريادة المتميز فراح يرسم خارطة عمل جديدة لهذه الوزارة الامنية والخدمية بحكمة الفيلسوف ورؤية الوزير القائد انه وزيرا من طراز خاص جعل كل همه خدمة الوطن والمواطن هذه شهادتي للتإريخ بحقه كونه وزيرا ميدانيا شجاعا وانسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى
فالتاريخ لم يغادر شاردة او واردة الا أحصاها فنعم الوزير الفذ هو وبارك الله به وبه وبكل جهد خيير يخدم العراق والعراقيين