بقلم : حسن المياح – البصرة ..
{{ السياسي لا عدو له دائم ، ولا صديق له يدوم …. لما هي السياسة ، مزاج وسلوك مصلحة ، وهو عبدها المطيعها ….. ولذلك نقول ونؤكد ، من وجهة نظر فلسفية ، أن السياسي الذي يفكر فقط ب ( المقتضي ) ، ولا يفكر أبدٱ ، ولا يهتم دومٱ ، ب ( المانع ) …… فهو لا علاقة له بالقيم الخلقية السليمة النبيلة المستقيمة ، ولا هو المتخلقها ، ولا هو الذي يؤمل منه أن يتخلقها ……
وعلى أساس هذا ، فإن السياسي هو عاهر ، ويسلك طريق العهر ، والإنحراف ، والسفول ، والإنحدار ، والإنحطاط ….. لما هي السياسة مجرد [{( مصلحة ومنفعة ترد من نجاسة وعفونة وسفالة حوض الإستئثار الذاتي …. بلا وازع أخلاقي نبيل مستقيم ]}) ….. }}
لما السياسة هي التوافق والإتفاق على تبادل المصالح ….. فإن الجامع الحقيقي فيها ، والذي عليه تتأسس وترتكز وتعتمد ، هو المصلحة والمنفعة ….. ولأجل تحقيق المصلحة المكيافيلية ، والمنفعة البراجماتية ….. فإن السياسي هو على إستعداد بالتنازل عن كل شيء مقابل تحقيق مصلحته وضمان منفعته ….. ومن هنا تنعت السياسة بالعهر ….. والسياسي بالعاهر ….. لأنه لا يرتكز على أسس أخلاقية نبيلة تمنعه من سلوك هذا المسلك المنفلت الذي يحقق مصالحه . ومن هنا فهو لا يلتزم بالحلال … ، والخلقي … ، لما هي مصلحته التي يجب أن تقدم ….. وهو المستعد لإرتكاب المحرم ، وعمل كل ما هو لا خلقي ….
والعهر هو إنحراف لا أخلاقي ، ولا هو بالخلقي المهذب الموزون ……
لذلك يختلف القاموس السياسي كإجتماع مفردات سياسية وسياسة ، عن القاموس الأخلاقي السلوكي الجامع الذي يميز بين الخلق واللاخلق ، وبين العهر والصحة ، وبين الإنحراف والإستقامة ، وبين الحلال والحرام ….. وما الى ذلك من متقابلات ، ومتضادات ، ومتناقضات …..
ولذلك السياسي هو دنيوي … ، ٱني النفع سريعه …… ، لا مفكر بما هو أبعد وأصلح وأسعد وأدوم وأخلد … وعلى أساس هذا ، فأنه لا يحسب للٱخرة حسابها ؛ وإنه ربما هو يؤمن بها ويعتقدها ؛ ولكنه لا يلتزم تهذيب سلوكه بحسبانها …..
وعليه … ، فالسياسي لو فتشته ، لا تجد فيه خصلة الحق ، ولا كلمه كلمة الصدق ، ولا سلوك إستقامة على طريق خير الشعب والأمة والإجتماع ، لأنه يغلب مصالحه الذاتية ، ومنافعه الشخصية ، على مصالح ومنافع الٱخرين ، لما هو المفكر بالأنانية ، واللابس النرجسية ، والهامل لكل ما هو إيثار ، والعامل على كل ما هو إستئثار ……. ؟؟؟ !!!
فالسياسي ليس بثقة لأنه نزوي متقلب متحورب كما هو حيوان الحرباء المتقمص طبيعة البيئة التي يعيشها ، والمتقولبها صبغ وجود محتال مستفيد ، لا صبغة فرض وجود حقيقي عيش ثابت سليم ….. ، لذلك ترى السياسي هو المتقلب المتحول ، المنتحل السلوك المتغير المتبدل ، وأنه الأسير الذليل ، السفيه العميل ، لما تفرضه عليه رغبات النفس الأمارة بالسوء التي هو عليها ، والمريدها ، والعبد العابد المستعبد لها ….. !!!
والسياسي منافق متقلب الٱراء والمواقف والميول والأهواء تبعٱ لمتطلبات مصلحته الأنانية المتقوقعة على الذات ، والمتشرنقة داخل خيوط نسيجها الطارد للغير الغريب عنها ، ومنفعته الذاتية الداعية لحب الأنا فقط ، وهو المتنرجس الذي يميل ويؤكد التفرد ، ليتفرعن ويصبح الدكتاتور ، الذي يدنو الى مرحلة {{ أنا ربكم الأعلى }} بصعود درجة واحدة ، وأنه المحقق هذه الدرجة ، لما يتبلطج ، ويظلم ، ويحتقر ، ويقتل ، ويغدر ، وينهب ، ويسرق ، ويتمتع ، ويقرفش ، وينتفخ ، ويتورم ، وينفش ، ويهنأ ، ويمنع ، ويجوع ، ويعطش ، ويملق ، ويفقر ، ويحوج ، ويبعد ، ويقرب ، ويهجر ، ويدعي ، ويزعم ، ويكذب ، ويدجل ، …… وما الى ذلك من رذائل وموبقات وإنحرافات وسيئات ….. ليثبت للرعية التي يحكمها ، ويقسو عليها ، ويؤلمها ، ويعذبها …. أنه مستعبدها …..
ليخلو له الجو …. ليطلق كلمته المخبئها الضامها الساترها صارخٱ ، والتي تحلو له وهو المتقمصها ويهواها … ، ويتمناها … ، ويريدها ….
{{ أنا ربكم الأعلى …… ، فأعبدوني ، ولا تعبدوا غيري }} …..