بقلم : محسن عصفور الشمري ..
عنوان سياسي جديد لاغلب مقلدي المرجع المغدور المظلوم السيد محمد الصدر(قدس) وقد سبق هذا العنوان اربع عناوين؛التيار الصدري 2005 وتيار الاحرار2010 والكتلة الصدرية2021 واغلب افرادها من الصدريين والملتحقين بهم والرابع تحالف سائرون2018 تحالف مع قوى مدنية ويسارية كالحزب الشيوعي ممن شاركوا في الاحتجاجات المستمرة منذ 2011ضد مناهج التغانم والتحاصص للطبقة الحاكمة التي جاءت مع الاحتلال الذي اطاح بحكم صدام 2003.
قبل 2014 كان التيار الصدري المتماسك خلف قيادته؛كان يعمل ضمن الائتلاف العراقي الموحد(2005) والائتلاف الوطني العراقي(2009) وبعد المحاولات الجادة في الخروج من ازمة الانحراف في الحكم وانحرافه بشكل تدريجي منذ 2007 واتجاهه نحو التفرد والاستبداد وكانت هذه المواقف والمحاولات بمساندة المرجعية العليا في النجف الأشرف ووقوفها مع كل الجهود الوطنية في تطبيق الدستور والتاسيس لعقد اجتماعي محترم بين الشعب العراقي والسلطة الحاكمة وضمان تطبيق آليات الديمقراطية المنصوص عليها ووصول الحقوق لكل الشركاء في الوطن.
ان وقوف المرجعية العليا وتيار الاحرار وساحات الاحتجاج مع حكومة العبادي(2014-2018) لم تحركه لتطبيق الدستور والتشريعات والقوانين السارية المفعول في الخروج من الازمة العاصفة بالبلاد واستمر الحال على ما هو عليه في ادارة الازمة وترحيلها وكرة النار تكبر مع مرور الزمن.
خلال هذه الفترة تعالت الاصوات من اقطاب الطبقة الحاكمة في ان الازمة لا يمكن الخروج منها حتى يتم معالجة الفساد واسناد الحكم للاغلبية واعلن التيار الصدري عن استعداده التام في تسليم اي شخص من عناصره للقضاء وقام بخطوات واسعة بهذا الاتجاه لكن الكثير من اوعز لمؤسسات الدولة لتطبيق القانون عليهم تلاقفتهم القوى الشيعية المنافسة وذهبوا بهم الى ابعد من ذلك واسسوا لهم احزاب مدعومة بعشرات المليارات من الاموال العراقية المنهوبة.
جاءت 2018وتشكلت الحكومة من سائرون والفتح على اطلال الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الوطني العراقي وتم الاعلان تحت قبة مجلس النواب عن 40 ملف فساد كبير ومن حينه وضعت في مخازن الملفات الى لحظة كتابة هذه الكلمات،فما كان من المرجعية وسائرون الا رفع اليد من الحكومة ومساندة الاحتجاجات التي قتل فيها بين(800-1000)عراقي محتج وجرح وتعوق حوالي 30000عراقي وعشرات الاف من الذي هاجروا خشية على حياتهم وانتهى الامر الى استقالة الحكومة، في بداية 2020.
تشكلت الكتلة الصدرية2021وخاضت الانتخابات وفق قانون الدوائرالمتعددة وحصلت على 73مقعداً وتحالفوا مع السيادة والديمقراطي الكردستاني فوصلوا الى اكثر من 200مقعد تحت عنوان انقاذ وطن(العراق) وبقيت امامهم 20 مقعد لتشكيل حكومة الاغلبية لكن اجتمعت عدة عوامل جعلت من الصدرين ان يقدموا استقالة جماعية من مجلس النواب في حالة قلما تحدث في تاريخ العمل السياسي،فانقسم الناس بين مؤيد ومنتقد لهذه الخطوة النادرة.
تقف امام كل من يتصدى للخروج من ازمة الحكم في العراق؛اربعة تحديات
1-الذاتي.
2-الداخلي.
3-الوطني.
4-الاقليمي والدولي.
الصدريون وبمركزية قرارهم وتماسكهم خلف قيادتهم؛قادرون على النجاح في التحدي الذاتي(الاول)في فترة لا تتجاوزا اسابيع معدودة.وبتحالفهم مع السيادة والديمقراطي الكردستاني فانهم قد حققوا نجاح باهر على المستوى الوطني(الثالث).
ان تشابك الوضع الاقليمي واجندته الاممية والتحالف الاستراتيجي بين باقي القوى الشيعية وباقي القوى السنية وباقي القوى الكردية مع المشروعين الاممين الشيعي(ولاية الفقيه) والسني(الاخواني)؛ادى الى تعثر التحاق العدد المطلوب من اعضاء البرلمان من حلفاء الاجندات والمستقلين لستة اسباب مباشرة:
1-خشية الاقلية من تطبيق القانون وفقدان كل شيء حصلوا عليه من 2003 للان.
2-الاغراءات المادية الضخمة المقدمة لمن لا يلتحق بتحالف انقاذ وطن.
3-تهديد من يرير الالتحاق بتحالف انقاذ وطن.
4-جهل الكثير من المستقلين وقلة خبرتهم في العمل الجماعي الصانع للدولة والمنتج في تطبيق الدستور والتشريعات والقوانين.
5-التدخل الاقليمي الميداني المباشر وتجنيد كل شيء لافشال مشروع الاغلبية.
6-ارتباك المفاوضين وعدم قدرتهم على مواجهة هكذا تحديات ضخمة.
انتهى الامر الى تشكيل تحالف ادارة الدولة وازمة المواطن والوطن، والدولة بقيت مستمرة وترحلت الازمة الى سنوات اخرى جديدة بادارة تحالف ادارة الازمة دون الخروج منها.
ان الاعلان عن التحالف الوطني الشيعي يعني بقاء الصدريين على موقفهم الثابت منذ المحاولة الجريئة لسحب الثقة من الحكومة 2012 والانسحاب من الحكومة 2016والانسحاب من مجلس النواب 2021وعدم العودة نهائيا الى آليات المحاصصة والتغانم في تشكيل الحكومات وهذا المخرج الصحيح من الازمة والوصول بالعراق الى بر الامان والتخلص من التركة الثقيلة التي خلفها قرار المحكمة الاتحادية2010 وما تبعه من تراجع في ادارة الدولة نخر للديمقراطية الناشئة.
ان موقع التيار الوطني الشيعي على الخارطة السياسية ومن خلال سلوكه وتمسكه بما يعلنه من امور ويعتبرها ثوابت لا يخالفها فان موقعه يكون يمين الوسط واذا نجح في المحافظة على حلفاءه في تحالف انقاذ وطن السابقين واستقطاب القوى الوسطية واليمينية القريبة من الوسط فإن انقاذ العراق يكون على ايديهم ونهاية فترة حكم القوى اليسارية الاسلامية الاممية واليسارية الاخرى ومن يدور في فلكهما.