بقلم: كمال فتاح حيدر ..
من دون ان يرتكب المسلمون الهنود أي ذنب، ومن دون ان تكون لهم اي ثارات قبلية أو نقابية أو أهداف سياسية معادية للسيخ والهندوس والتاميل. ومن دون ان يجرحوا مشاعر أي بقرة من أبقارهم المقدسة. اعلن حزب (بهاراتيا جاناتا) الحرب على المسلمين كافة بصرف النظر عن مذهبهم وطائفتهم والفرقة التي ينتمون إليها، وبصرف النظر عن جنسهم وجنسيتهم ودرجتهم وهويتهم. .
فالشعارات الانتخابية التي نشرتها صحفهم وفضائياتهم، وظهرت في ساحاتهم وشوارعهم، كانت واضحة وصريحة، وكانت جميعها تتضمن العبارة التالية: (Vote for BJP if you want to destroy Muslims). وتعني: (صوتوا لحزب بهاراتيا جاناتا إذا كنتم تريدون سحق المسلمين). .
وقد سمع المسلمون تصريحات (نوبور شارما) المتحدثة باسم الحزب الهندي الحاكم، المعروفة بتوجُّهها القومي الهندوسي، تصريحات كانت مسيئة للمسلمين وذلك بالتزامن مع تعليقات ساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدلى بها القيادي في الحزب نفسه (نافين جيندال). وكان من المفترض ان تتسبب تلك التصريحات باشتعال أزمة كبيرة بين الهند والعالم الإسلامي. لكنها مرَّت من دون ردود أفعال مقبولة. بينما واصل الحزب الهندي الحاكم نشر شعاراته المعادية للمسلمين والعرب. ثم جاءت مشاركتهم الفعلية في الحرب على غزة والاصطفاف مع جيوش الاحتلال. .
آخذين بعين الاعتبار أن نصف الهنود المغتربين تقريبا يقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تُقدَّر أعدادهم بنحو 9-10 ملايين مقيم هندي، وهو ما يُعَدُّ أضخم تجمع للهنود خارج دولتهم حول العالم. .
وسوف تشهد الهند في التاسع عشر من شهر نيسان الجاري، اختيار برلمان جديد يمثلهم في السنوات الخمس المقبلة. في حين يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي للحصول على ولاية ثالثة على التوالي. وسوف يتم إجراء الاقتراع في جميع أنحاء الهند في سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، تنتهي في الأول من حزيران، وتظهر النتائج في الرابع من حزيران القادم. .
لا ريب إن هذه الانتخابات ليست مهمة للهند فحسب، بل للشعوب الإسلامية التي ظهر لها عدو جديد بقرون وحوافر. .