بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تعجز الكلمات عن وصف حالة التوتر السائدة في المنطقة. فعلى الرغم من ضراوة حملات الإبادة الجماعية، وتفاقم الأوضاع اللاإنسانية في غزة، تأتي المناورات الحربية التي تشارك فيها 33 دولة فوق الارض الأردنية التي اصبحت مفتوحة لكل القواعد الغربية. حيث نشرت الولايات المتحدة قواتها في 16 قاعدة. ناهيك عن القواعد الألمانية والبريطانية والفرنسية المتواجدة الآن في الأردن، حتى تحولت أرضها إلى ثكنة تعج بالدروع والطائرات والمنظومات الصاروخية على مسافة مرمى حجر من حدود العراق. ثم جاءت هذه المناورات التي اطلقوا عليها: مناورات (الأسد المتأهب) على مدى 12 يوما للمدة من 12 إلى 23 مايو الجاري. .
قالوا: ((انها صُممت لتحقيق العديد من الأهداف على المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية)). ونحن بدورنا نتساءل عن تلك الاهداف الغامضة. هل لديهم نوايا مبيتة للهجوم على العراق ؟. ام الهجوم على دولة أخرى ؟. ومن هي الدولة الأخرى ؟. آخذين بعين الاعتبار ان القوات الغربية المشاركة الآن كلها داعمة لإسرائيل. فمن هو العدو المرتقب الذي تستعد الأردن لمحاربته بهذا التحالف الذي شارك في غزو العراق في حرب الخليج الثانية والثالثة ؟. .
وقالوا: ((ان المناورات جاءت لإيجاد فهم مشترك للدول المشاركة حول طبيعة التهديدات المستجدة والعابرة للحدود كالتنظيمات الإرهابية والجماعات والكيانات والجهات الداعمة لها، وكذلك انتشار الطائرات المسيرة وتهديد انتشار أسلحة الدمار الشامل البيولوجية، والكيماوية والنووية، وانتشار وسائل إيصالها المتمثلة بالصواريخ ذات المديات المختلفة، حيث يشمل هذا الفهم المشترك جميع اتجاهات التهديد البرية والجوية والبحرية)). .
وهنا نعود لطرح السؤال نفسه بصيغة مختلفة: فنقول: عن اي تهديدات تتحدث الأردن ؟. ومن ذا الذي يهددها الآن ؟. هل يهددها المحاصرون في غزة ؟. أم يهددها المشردون هناك ؟. ام انها تسعى لإقحام المنطقة في حرب طويلة الأمد ؟. .
وقالوا أيضا: ((ان المناورات صممت على المستوى الاستراتيجي، لإيجاد أفضل الطرق والوسائل لمواجهة تلك التهديدات)).
اين هي التهديدات ؟. ومتى تعرضت الأردن للتهديدات المزعومة ؟. ألا تكفي الأردن هذه القواعد الأجنبية المتغلغلة في ارضها ؟. ثم لماذا تستنزف طاقاتها في حروب لا تعنيها ولا تستهدفها، وليس هناك من يهددها ويستفزها ؟. .
ما الذي تخشاه الأردن بالضبط حتى تستجلب القوات من 33 دولة، وما الذي تخطط له ؟. وما إلى ذلك من التساؤلات التي لا جواب لها. .
ولله في خلقه شؤون. .