بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وصل محمود عباس ميرزا إلى أرذل مراحله العمرية بعدما أفنى حياته كلها في خدمة معسكر الاعداء والمجرمين، فقد ظهر في القمة العربية الأخيرة بدور الناطق الرسمي باسم شيطانياهو. فكان من الطبيعي ان يوجّه اللوم للضحية، ويصب جام غضبه على المقاومة لأنها الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني. وهو الذي اختصر السنوات الماضية (76 عاماً) بعبارة: (احمونا. ارجوكم احمونا) حينما طلب النجدة لحمايته من اليمين المتطرف في تل ابيب. .
لا نظير لعباس ميرزا. لا في التاريخ ولا في الجغرافيا ولا في الكيميا، فالرجل من دعاة السلام التلمودي، لكنه لا يتعامل بهذه السلمية مع رجال المقاومة في القدس أو في الضفة، ولا يتورع عن التنكيل بهم والانتقام منهم، ويرسل ضباعه للتجسس عليهم، والتربص بتحركاتهم. حتى تحوّل هو نفسه إلى مطية متهالكة من مطايا إسطبل بن غفير، واحيانا يسوقه سموتريتش بالكرباج حيثما يشاء وكيفما يشاء. .
هنالك فرق شاسع بين ما قاله (عباس ميرزا) في كلمته المقتضبة وصوته المخنوق، وبين ما أدلى به رئيس الأركان الأمريكي السابق (مارك ميلي). بقوله: (لا نختلف عن إسرائيل في ارتكاب المجازر لكننا تفوقنا عليهم في ازهاق أرواح الأبرياء في سوريا والعراق، فالذين قتلناهم هناك أكثر من الذين قتلوهم في غزة). وهو اعتراف خطير يلزمه التوثيق، وقد جاء حديثه على هامش مشاركته في معرض للذكاء الاصطناعي في واشنطن. .
حتى النفايات المتروكة في المكبات والمزابل افضل وأكثر نفعا من محمود عباس ميرزا وجماعته. فهي تخضع للتدوير والمعالجة، لكن ميرزا لا ينفع معه التدوير ولا تنفعه المعالجة. والدليل على ذلك انه شارك في قمة المنامة وهو يعلم علم اليقين انه مجرد كومبارس في مسرحية الانبطاح والخذلان. ولن تجد في خطابه المكتوب باللغة العبرية ما يخفف من الأعباء الثقيلة التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني. فهو لا يجرؤ على لفظ كلمة واحدة يواسي فيها المنكوبين في غزة. واختار بمحض ارادته ان يكون ذيلاً من ذيول المطايا والبغال في حظيرة مروّض الكلاب شيطانياهو. .