بقلم : يحيى السماوي ..
أعـرفُ أنـنـي خـرجـتُ
ـ يـومَ أهـرقـتِ دمـوعَ الـصـبـرِ ـ
مـن حَـيـاتِـكْ
*
وأنـنـي غـدوتُ سَــطـرًا ضـائـعـًا
فـي صـفـحـةٍ خـرسـاءَ
مـن كـتـابِ ذكـريـاتِـكْ
*
وأنَّ وجـهـي لـم يَـعُـدْ أنـيـسَ عـيـنـيـكِ ..
ولا أنـامِـلـي مِـشْــطَـكِ
حـيـن تـنـسـلـيـنَ الـشَّـعـرَ خـيـمـةً
ولا صـدري وسـادةً إذا أتـعـبَـكِ الـسـهـدُ
ولا إســمـيَ قـيـثـارًا لأُغـنـيـاتِـكْ
*
ولـنْ تُـيَـمِّـمـي الـى نـافِـذتـي وجـهَـكِ بـعـدَ الـيـومِ ..
لـنْ يـذكـرَنـي قـلـبُـكِ بـالـدُّعـاءِ
فـي صَـلاتِـكْ
*
وأنَّ لـيـلـي لـم يـعـدْ يـبـزغُ فـيـهِ بـدرُكِ الـتـمـامُ ..
والـصـبـاحُ لـن تـشـرقَ فـيـهِ
شـمـسُـكِ الـضـاحـكـةُ الـنـورِ ..
وصـنـدوقَ رسـائـلـي سـيـبـقـى مُـوصَـدًا
مُـنـتـظِـرًا بـشـارةَ الـهـدهـدِ
مـن سُــعـاتِـكْ
*
كـلُّ الـمـرايـا هَــشَّــمَــتْـهـا صـخـرةُ الـظـنِّ ..
وفـأسُ الـوَهـمِ ..
أجْـمِـلـي(*)
فـرُبَّ مـقـتـلٍ يُـفـضـي الـى الـخـلاصِ مـن ذُلٍّ
وسـيـفِ فـاتِـكْ
*
أشـبَـكَـتِ الـدروبُ فـي نـهـارِ ” أوروكَ “
ونـجـمـي لـم يـعـدْ يـبـزغُ إنْ أسـرى بـيَ الـهـيـامُ
مـن جـهـاتِـكْ
*
أعـرفُ أنـنـي كـمـا الـرصـيـفُ فـي ثَـبـاتِـهِ
وأنـتِ مـثـلُ عـابـري الـرَّصـيـفِ فـي
ثَـبـاتِـكْ
*
حَـطَّـمـتُ أصـنـامـي
فـلا مـن أثـرٍ عـن ” هُـبَـلـي ” فـي كـعـبـتـي
و ” لاتِـكْ “
*
ولا ولـيٌّ فـي الـهـوى عـلـيَّ بـعـد الـيـومِ
مـن وُلاتِـكْ
*
ولـم يَـعُـدْ حُـبُّـكِ لـيْ عـلامـةً فـارقـةً
يــنـمـازُ مـن خِـلالِـهـا قـلـبُـكِ عـن قـلـوبِ
صـاحـبـاتِـكْ
*
عـلامـةً فـارقـةً كـالـوشـمِ فـي الـجـبـيـنِ
لا فـي “ظـاهـرِ الـيـدَيـنِ” ()
سَــمْـتـًا كـنـتُ مـن سِــمـاتِـكْ
*
والـيـومَ مـا عـدتُ سـوى بـعـضِ رمـادِ الأمـسِ
فـي مـوقِـدِكِ الـقـديـمِ ..
هـيـهـاتَ يـعـودُ مـرَّةً أخـرى رمـادي شـجَـرًا ..
” مـا ضـاعَ قـد ضـاعَ “
ومـا لـم أُضِـعِ الـيـومَ:
غـدًا أُضِـيـعُـهُ ..
كـفـرتُ بـالـعـشـقِ إذا تـريـنَـهُ لـيْ :
هِــبَـةً ســمـحـاءَ مـن هِـبـاتِـكْ
*
راضٍ أنـا ..
فـلـتـشـطـبـي عـلـيَّ مـن قـامـوسِ
أُمـنـيـاتِـكْ
*
ولـتُـبـحِـري حـيـث تـشـائـيـنَ
سـواءً بـاتَ عـنـدي الـوصـلُ والـفـراقُ ..
والـربـيـعُ والـخـريـفُ ..
والـجـحـيـمُ والـفـردوسُ ..
ذاتـي لـم تَـعُـدْ ظِـلاًّ لِـغـصـنِ ذاتِـكْ
(2)
وأنـتِ تـعـرفـيـنَ مـنـذُ اخـتـلـطَ الـمـاءانِ
أنَّ شَـرطـيَ الـوحـيـدْ
*
فـي الـعـشـقِ:
أنْ نـكـونَ طـيـنًـا عـنـدمـا تـقـحَـمُـنـا الـنـيـرانُ
لا حـديـدْ
*
وتـعـرفـيـنَ أنـنـي حـفـيـدُ “أنـكـيـدو”
وأنَّ رَبَّـةَ الـجـمـالِ والأنـهـارِ والـلـذةِ ” إيـنـانـا “
اصْـطـفَـتْـنـي سـادنًـا لـخِـدرِهـا ..
وحـارسَ الـطـريـفِ فـي وادي زهـورِ الـكَرَزِ الـمـائـيِّ
والـتـلـيـدْ ..
*
وأنَّ ” أوروكَ ” بـلا عـشـقٍ ســتـغـدو “إرمَ” الأخـرى(*)
وأغـدو ” آدمَ ” الـجـديـدْ
*
والـسَّــومـريَّ الـجـاحـظَ الأضـلاعِ ..
والـمـؤَبـدَ الـغـربـةِ ..
والــشــقِـيَّ فـي الـيُـسـرِ
وفـي الـعُـسـرِ الـمـشـوقَ الـنـازفَ الـسـعـيـدْ
*
أعـوذُ مـن شـرِّ قـريـبِ الـدارِ:
بـالـبـعـيـدْ
*
وبـالـجـنـونِ
مـن رزايـا عـقـلـيَ الـسـديـدْ
*
وتـعـرفـيـن أنـكِ الـيـدُ الـتـي قـدْ وأدَتْ قـلـبـيَ
لا الـولـيـدْ
*
أدريـكِ لا يـعـنـيـكِ أمـري:
أغـدي مـأتـمُ حـزنٍ ســومـريٍّ؟
أمْ صـبـاحُ عِـيـدْ؟
*
لـكـنـنـي
أريـدُ أنْ أعـرفَ مـن أكـونُ :
هــل مـلـيـكُـكِ الـقـاتـلُ؟
أمْ مـمـلـوكُـكِ الـشـهـيـدْ؟
يحيى السماوي
السماوة 4/6/2024
……………….
(*) إشارة الى قول امرئ القيس في معلقته:
أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدللِ
وإنْ كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجملي
*
أغرّك مني أنّ حبكِ قاتلي
وأنك مهما تأمري القلبَ يفعلِ
() إشارة الى قول طرفة بن العبد في مطلع معلقته :
لخولة أطلال ببرقة ثهمدِ
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
(*) إرم: هي مدينة “إرَم ذات العماد” التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الفجر ..