بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اغلب الظن انكم شاهدتم المقطع، الذي نشرته مواقع التواصل العراقية بالصوت والصورة عن انشغال الحرفيين بتصنيع وإنتاج كميات هائلة من المگاوير المعززة بتقنيات غير مسبوقة لضمان الفوز في الاشتباكات الدامية، التي باتت وشيكة الوقوع بين الكيانات المتنافرة. .
لا ريب ان ما شاهدتموه يؤلم القلب ويبعث على الحزن، وينذر بالانفلات الأمني وغياب الاستقرار. فالجموع التي سوف تحمل المگاوير وتهدد بها الخصوم والمعارضين، سوف تجوب الساحات والشوارع، لكي تتوجه برغباتها نحو ضرب الرؤوس والأعناق وتهشيم العظام والأضلاع، وخوض الصدامات الدامية. .
فالمگوار: عبارة عن عصا خشبية غليظة يتراوح طولها بين 60 إلى 65 سم. توضع في أحد أطرافها مادة القير على شكل كرة صلبة ممتلئة بالمسامير. وهو أداة قتالية عراقية الصنع يطلق عليها أحياناً (الصَخْرِيَّة) عندما يكون رأسها مصنوع من الحجر أو الصخر. وللمگوار تسميات ومواصفات متباينة في معظم البلدان العربية. .
لا علاقة للمگاوير بصنف المغاوير في القوات الخاصة، لكنها ربما تصبح في متناول الفصائل الشعبية المنتمية إلى بعض المكونات السياسية التي تعد العدة لتحقيق الغلبة بالقوة على الفئات المناوئة لها. .
في ظل هذا المشهد المأساوي يقف المواطن العراقي حائراً مضطرباً بإزاء المتغيرات الهمجية ليرى صورة مشوشة لمصيره الغامض، الذي باتت تتحكم به المگاوير. . صورة مرسومة بأدوات العنف والتهور. فالجهات أو الجهة التي قررت التسلح بالمگاوير لابد ان تكون لديها مخططات قتالية لاستفزاز المواطن نفسه وفرض الحصار السياسي عليه. .
من كان يصدق ان الحضارة الاولى في الكون صارت مرتعا للأشقياء وأرباب السوابق والفاشنستات والمشعوذين وأصحاب الشهادات المزورة ؟. .
كان اهلنا في القرى والأرياف يخشون التغيير. وكانوا يخشون الكهرباء، ويخشون ركوب القطارات والطائرات. هنالك دائما مخاوف، والمخاوف تؤدي إلى القلق. ولكن مع مرور الوقت سوف يتقبل الناس في العراق حكم المگاوير والصخريات. .