بقلم : جعفر العلوجي ..
تلعب الظروف الجوية دورا حاسما في نجاح تنظيم البطولات الرياضية بمختلف الالعاب ، وهي حالة عامة ومشخصة ولم تكن جديدة اطلاقا في تعامل اللجنة الاولمبية الدولية مع متغيرات ومتقلبات الطقس ومدى تاثيره على الانجاز والحالة المثالية لاقامة الالعاب او حضور الجماهير معا ، بمعنى ان اقامة بطولة كروية في مثل الاجواء التي نعيشها اليوم من ارتفاع درجة الحرارة الى منتصف درجة الغليان يعد من الامور العبثية بل وينطوي على مخاطر صحية كبيرة جدا تضر بلاعبي الكرة، ويندرج الحال معها على ابطولات اخرى مثل العاب القوى والدراجات وغيرها ، كما يختلف الحال الى حدود معقولة في الالعاب التي تقام داخل الصالات المغلقة والتي من الممكن توفير اجواء مناسبة لها عبر اجهزة التبريد والتكييف وهنا يتطلب الامر بنى تحتية حديثة مجهزة بوسائل الراحة كتلك التي شهدناها في دولة قطر اكثر من مرة وعكست صورة مختلفة الى المتخوفين من بطولات البلدان الحارة كما حصل في كاس العالم الاخيرة .
والحقيقة ان اكثر بلدان العالم تعاني من التقلبات الجوية من ثلوج وبرودة ورطوبة وعواصف وامطار وحرارة بالغة ، ولكن ذلك لايعني الاستسلام والركون الى ترك امر تنظيم البطولات ، فالحلول متوافرة كما في يورو 2024 وملاعب المانيا المغلقة والمفتوحة معا، بحسابات ان روزنامة الفعاليات الرياضية الكبرى وتوقيت إقامتها، يجب ان يأخذ التحذير المناخي على محمل الجد وسط المخاوف المتزايدة من أن الظروف المناخية المتطرفة ودرجات الحرارة القاسية الناجمة عن تغير المناخ ربما تكون قد أدت بالفعل إلى تغيير روزنامات الفعاليات الرياضية او اجبرت المنظمين على ذلك، في اتخاذ خطوات مستحدثة ومن الأمثلة على ذلك: تحدد موعد انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى 2019 التي أقيمت في قطر في أواخر شهر ايلول، لأول مرة في التاريخ، لتجنب إقامة فعاليات البطولة في مناخ الصيف الحار. وكان التغيير الرئيسي الآخر هو إقامة الفعاليات بشكل رئيسي في وقت متأخر من فترتي ما بعد الظهيرة والمساء، بدلاً من اتباع الجدول الصباحي التقليدي للبطولات السابقة.
ومن الجميل ان نأخذ هذه التجارب والحلول ونستفاد منها طالما كنا ننشد اقامة اكثر من بطولة دولية واقليمية وقارية وتوزيعها على مساحة الوطن والاستفادة من عوامل الطقس المناسبة وتوقيتاتها ، كما في استثمار فصول الشتاء والربيع لاقامة البطولات في الجنوب والعكس صحيح في البطولات الاخرى التي من الممكن اقامتها في شمال العراق او وسطه ، ولا يجب المجازفة ابدا حتى في البطولات المحلية بارهاق الرياضيين في اجواء تتعدى نصف درجة الغليان .
نضع هذه الطروحات امام المسؤولين بعد ان لمسنا حالات من الاخفاق في التعامل الجدي مع عوامل الطقس وجدولتها لتكون مناسبة ، والعبرة بمن يستمعون القول فيتبعون احسنه