بقلم : وجيه عباس ..
أنهيت طوافي وجلست أقرأ القران ووجهي إلى الحجر الأسعد، إتصلت بصديقي الحميم «صباح زنكنة «وقلت له:ابو رعد انته وين؟ قال لي: أنا قريب من قبر الإمام الحسين ع بكربلاء، قلت له: ادعو الله لي برأس الحسين ع أن يغفر لي وأنا حاجّ لله ومكبّراً آلاءه ونعماءه قرب بيته العتيق.، فقال لي مستغربا: أين انت الآن؟ قلت: بيني وبين الكعبة 15 متراً،فقال: أنت مخبل؟ بنص الكعبة وتطلب مني أدعو لك بالغفران قرب الحسين ع!؟
قلت له: أولاً الدعاء للأخوة يتقبله الله قبل الدعاء لنفسك، وتاسعاً وعاشرا مع أني اقدّس الكعبة المشرّفة:لكن اتيقن أن الحسين ع بناء الله، والكعبة بناء من الحجر بناه ابراهيم ع، الحسين ع وجه الله البشري القريب مني كلما طرقتني الهموم وجدته يتقبلني من دون أن تنالني «صوندة» من بهيمة تكفيرية، والكعبة ممتلئة بالمطاوعة الذين يوزّعون التكفير وكأنهم يوزعون الحلوى على مسلمي الأمة، ثانياً أنا مؤمن أنَّ الكون خلقه الله للبشر والكعبة خلقها ليطوف حولها البشر، الحسين ع قرآن ناطق والكعبة قرآن صامت، الكعبة التي تبدّل كسوتها كل عام، والحسين ع من أهل الكساء اليماني الذي لانبدله في الدنيا والآخرة، والمرء يُحشر مع من أحب وأنا أحب الحسين ع أكثر من الكعبة لأنه قريب مني وكلما بحثت عن الله وجدت الله عنده، والكعبة بعيدة عني وكلما أردت الذهاب تطردني هيئة الحج والعمرة (من دون تكفير أو تكبيييير او صوندات!).
الكعبة بداية الشوط، والطواف الحسين ع، ولولا الطواف ماعُرفت البداية، الكعبة الصفا والحسين مروءتها ، الكعبة جغرافيا والحسين ع تأريخها المشّرف،الحج عرفة، ولولا دعاء الحسين ع يوم عرفة لما عرفنا كيف نتكلم مع الله ونحن مُحْرِمون، الحسين ع مزدلفة يزدلف العبد فيها إلى الله ليغفر له خطاياه، الحجاج يرجمون الشيطان بحُصيّاتهم التي يجمعونها من مزدلفة، ونحن نرجم الشيطان بالصلاة على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين(والحسين ع منهم)، الحج منى والخيف، وكربلاء الحسين هي التي ينظرها الله بالرحمة قبل أن ينظر إلى أهل عرفة بالرحمة،كل خطوة في الحج كأنك تمشي على خطى الحسين ع ومن يمثلهم، هنا ركع الحسين، هنا سجد الحسين، هنا بكى الحسين من خشية الله، هنا ناجى الحسين ع ربه، الحسين الذي حفظ ذمة بيت الله ولم يرق دمه طوعا قرب الحجر الأسعد وأحل إحرامه يوم التروية، جعل الله مرقده كعبة يحجها الأحرار وعشاق الحسين والحرية طيلة العام بعد أن روّى ترابه بدمه المسفوك بكربلاء…الكعبة التي ندور حولها بأجسادنا، طاف الحسين ع بروحه حولها بعد أن ترك رأسه المرفوع على رأس رمح طويل يطوف في البلدان ليقول:أنا الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
لوانهم أحبوا الحسين كما يحبون الكعبة لما قتلوا زائريه.
لوانهم يحبون رقبة الحسين كما يحبون رقبة الكعبة الحجرية لما اعادوا مسلسل ذبحه للمرة المليون.
لوانهم ينظرون الى الحسين نظرهم الى الكعبة لما اغمضوا عيونهم وضمائرهم.
لوأنهم ينظرون بعينيّ الحسين إلى الدنيا وهوانها على الله لما أهدوا رأس يحيى ورأس الحسين إلى بغي.
لوأنهم جعلوا نهاية حجهم عيداً لهم، لما فجّروا أحباب الحسين وقتلوهم وشرّدوهم.
لو أنهم أحبوا الحسين لاتقوا الله حق تقواه.
لوأنهم أحبوا محمداً ص وآله ماقتلوا الحسين.
اللهم اجعلني عندك “وجيها” بحب الحسين،
اللهم ارزقني شفاعة الحسين ع فان لم ترزقني اياها فقد “خرط السوق” عندي في الدنيا والآخرة.
قال لي صباح زنكنة: عمي تتدلل بس انت ادعو لي أيضا عند الكعبة المشرفة.