بقلم .. أياد السماوي …
( إنّهم يودوني ويحترموني , وهم يعتبروني بمنزلة شيخهم , لكنّك إذا رجعت إلى صفحات التاريخ ستجدي إنّ أبرز ميزة تميّز الشيعة هي خفّتهم ) , هذا ما نقلته المسز بيل السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي في العراق بيرسي كوكس في مذكراتها نقلا عن حديث دار بينها وبين طالب النقيب وزير الداخلية في حكومة عبد الرحمن النقيب المؤقتة , محذّرا إياها من الشيعة وقائلا ( إياك أن تعتمدي عليهم , فالتقلّب والوثنية تجمعهم ) .. هذا الكلام كان قبل مائة عام وقبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة , وقد نقلته المسز بيل السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي في العراق في مذكراتها نقلا عن طالب النقيب .. والخفّة التي تحدّث عنها الطائفي البغيض طالب النقيب , تتجّسد اليوم بكلّ معانيها في زيارة عمار الحكيم إلى عرين ( اللص ) وما حملته من تصرفات لأحد النواب الشيعة اللاهثين وراء المال والمنصب .. فقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مقزّز ومقرف ومخجل مسرّب من هذه الزيارة العار , يتحدّث بهذا الفيديو النائب عن كتلة النصر ( يوسف بعير الكلابي ) لتجمع من أهالي الانبار يدعوهم فيه إلى التمّسك ( بمحمد الحلبوسي ) قائلا بدون أدنى خجل أو حياء ( جلبوا بمحمد الحلبوسي ما يعوفكم , بالله ما يعوفكم ) .. هذا الفيديو المسرّب جرح مشاعرنا وخدش كرامتنا , ليس بسبب حديث هذا النائب الفاسد والمنافق , بل لما انتهت إليه عمامة رسول الله .. والحقيقة أنّ ما أريد التحدّث به لا يتعلّق بهذا النائب المنافق , بقدر ما أنّ هذا الفيديو قد أتاح الفرصة لنا للحديث عن ظاهرة النائب الشيعي المنافق واللص , التي باتت ترهق الجسد الشيعي المرهق والمثقل بهذه النماذج التي استولى الشيطان على عقولهم فأنساهم ذكر الله .. في هذا المقال أريد أن أتحدث عن ظاهرة باتت سلوكا عاما للكثير من النواب الشيعة وليس للحديث عن نائب صعلوك فاسد ومنافق ومتقلّب كالحرباء , فمثل هذه النماذج الفاسدة والوقحة والمنحطّة لا تستحق حتى أن نبصق في وجوههم الكالحة ..
<p>ظاهرة النائب الشيعي الفاسد والمنافق والوضيع لم تعد تقتصر على حزب شيعي بعينه أو كتلة بيعنها , بل هي ظاهرة أصبحت اليوم شبه عامة , بدأها القادة الفاسدين وسار عليها الأتباع من أحزابهم .. هذه الظاهرة بدأت بولائم العار للحاكم المدني بول بريمر والتزّلف عنده وتقديم الهدايا له من أجل تحقيق المنافع الشخصية والاستحواذ على المناصب , ثمّ لتستفحل بعدها شيئا فشيئا لتصبح عرفا يسير عليه القادة والاتباع معا .. خصوصا بعد ترسيخ المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية التي أصبحت عرفا للنظام السياسي القائم .. وظاهرة التمّلق والتزّلف والنفاق عند بعض النواب الشيعة تعدّت حدود الدونية المترّسخة في نفوس البعض منهم الذين عاشوا فترة النظام الديكتاتوري السابق , لتتحوّل من دونيّة وخنوع وذّل إلى شراكات اقتصادية غير شرعية قائمة على السرقة والنهب من المال العام العراقي .. حتى وصلت هذه الظاهرة إلى حدودها القصوى في زمن رئيس مجلس النواب الحالي ( محمد الحلبوسي ) الذي استطاع بخبثه البعثي المتأصل أن يقيم علاقات اقتصادية وشراكات مصالح مع الكثير من النواب الشيعة وخصوصا نواب الفتح وسائرون والنصر والحكمة .. مستّغلا دونيتهم التاريخية وفساد تدّينهم وأخلاقهم واستعدادهم للانخراط في النهب والسلب وإحياء الليالي الحمراء التي يقيمها للبعض منهم داخل وخارج العراق .. ومما يحزّ في النفس هو انجراف وانزلاق البعض من مجاهدي الحشد الشعبي والمحسوبين على بعض فصائل المقاومة , الذين اخترقهم سليل البعث أبن الرفيق ريكان الحلبوسي لينحدر بهم إلى قاع الفساد والرذيلة .. فتعسا لكلّ من باع نفسه ودينه وشرف المسؤولية الملقاة على عاتقه لهذا البعثي النزق , وتعسا لزمن تنحدر فيه عمامة رسول الله لهذا الدرك الذي انتهت إليه ..
فإنا لله وإنا إليه راجعون , ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ..