بقلم: تيمور الشرهاني ..
تغيير السلوك عند تولي المناصب القيادية ظاهرة لا تخص بيئة أو ثقافة بعينها بل هي ظاهرة عالمية يمكن ملاحظتها في المجالات الإدارية والسياسية على حد سواء هذا التغير غالباً ما يكون محور نقاش وجدل اذ يرى البعض أن هذه التغييرات في السلوك وطرق التواصل بعد تولي المناصب القيادية تعكس فقداناً للأخلاقيات وإهمالاً للعلاقات القائمة بين الأفراد.
لكن من المُلاحظ أن بعض القيادات تميل إلى تغيير أرقام الهواتف وتجاهل الرسائل بعد توليها للمناصب فضلا عن عدم الاكتراث بأولئك الذين كانوا جزءاً من محيطهم الاجتماعي أو العملي سابقا، هذا السلوك يعكس صورة سلبية عن القيادي وقد يؤثر على سمعته بين مُحيطه الاجتماعي.
من جهة أخرى يعتقد البعض أن هناك حاجة ماسة لإعادة تنظيم وسائل التواصل بما في ذلك أرقام الهواتف لتلبية متطلبات المنصب الجديد هذه الحاجة لا تنفي وجود هامش للتجاهل ولكن تشير إلى وجود جانب عملي قد يفسر بعض هذه التغييرات في طرق الاتصال لذلك فمن الضروري التفريق بين التواصل الشخصي والرسمي، اذ يتطلب المنصب الجديد في كثير من الأحيان إعادة تنظيم الاتصالات الرسمية والتنسيق مع الجهات الأخرى هذا التنظيم قد يتضمن تغيير أرقام الهواتف ووسائل الاتصال الأخرى لضمان سلاسة وكفاءة عملية الاتصال عند الانقياء وهم قليلون.
من الملاحظ ان التغيير في السلوك وطرق التواصل بعد تولي المناصب ليس حكراً على بيئة معينة أو ثقافة مُحددة بل هو ظاهرة عالمية يمكن ملاحظتها في مختلف البلدان والمجتمعات هذا الأمر يستدعي تفهم الظروف والمتطلبات الجديدة التي تفرضها المناصب القيادية على الأفراد وتسليط الضوء على الحاجة إلى تواصل فعال وأخلاقي حتى في ظل المتغيرات الجديدة.
يجدر بالقيادات الجديدة أن تجد توازناً بين متطلبات مناصبها وبين الحفاظ على علاقاتهم السابقة بطريقة أخلاقية ومهنية فأن التواصل الفعّال والشفاف مع الآخرين يمكن أن يعزز من مصداقية القيادي ويبني جسوراً من الثقة بينه وبين محيطه سواء كانوا زملاء سابقين أو فريق عمل حالي.