بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل تعلمون ان العراق الدولة الوحيدة التي لا يتحدث فيها قادة الوحدات السياسية الكبرى إلا في حالات نادرة جدا وفي مناسبات موسمية. .
ليست لديهم لقاءات ولا مقالات ولا مؤلفات. نريد ان نفهم منهم ما الذي يدور حولنا في ظل التحركات الدولية القريبة من حدودنا. لا يتحدثون معنا إلا من وراء حراسات مشددة. .
انظروا الآن إلى التحركات الدبلوماسية المحمومة في البلدان المحيطة بنا. محادثات ومباحثات وحوارات دولية وصفقات واتفاقات تجري في ايران وتركيا وسوريا والأردن والكويت والسعودية. واجتماعات تنعقد هنا وهناك، بينما يتموضع العراق وسط هذه الغابة الملغومة بالمفاجآت من دون ان يحرك ساكناً. شاءت الأقدار ان نقع في منتصف الطريق الواصل بين عواصم النزاع القديم المتجدد، ومع ذلك لا حضور لنا في الصفقات الحربية والسياسية الساخنة . .
ما سر غيابنا ؟. وما سر استبعادنا ؟. هل تم شطبنا من الخارطة أم تم تغييبنا ؟. أم لم يعد لنا وجود في الجغرافيا السياسية. فالعواصم من حولنا منشغلة بامور لم تفصح عنها الفضائيات ولا المنصات. .
أمور غامضة ومريبة ومخيفة. بينما ينشغل جماعتنا بأنفسهم. نشعر اننا عبارة عن مسافرين غرباء جمعتنا الصدفة في رحلة ليلية داخل حافلة مسروقة يقودها ملثم. لا نعرفه ولا يعرفنا. حافلة تجري في طريق مجهول. تلتف حول منعطفات محفوفة بالمخاطر. حافلة ليست فيها فرامل ولا مصابيح. رغم انها تجاوزت حدود السرعات الآمنة، لكنها ظلت تتحرك عكس السير، وتنحدر نحو هاوية مظلمة. لا ندري متى نصل إلى بر الأمان ؟. متى نصل ؟. .