بقلم : سمير السعد ..
عَجبَني مقطع فيديو لشاب يُصور امرأة مُسنة تخدُمُ في موكبٍ بَسيط وطَلَبت منهُ حين قالت ( لا تصورني اريد خدمتي للحسين ما تنشاف ) كم انتِ كبيرةٌ وعظيمة أيتها الفاضلة لِنستَفد من هذا الدرس الكبير الأخلاقي والإنساني
إن خدمة الإمام الحسين (ع ) تُعدُ من أرقى المظاهر الإنسانية والأخلاقية في الثقافة الإسلامية فهي ليست مُجرد طُقوس دينية بل تجسيد لمبادئ العدالة والحرية والإصلاح . ومن هذا المنطلق تبرزُ أهمية الخدمة في عاشوراء . حيثُ يتفانىٰ المؤمنون في تقديمِ ما يستطيعون من خدماتٍ للمشاركةِ في إحياء ذكرى واقعة الطف .
النية الصادقة هي أساسُ كلُ عملٍ صالح . وفي خدمة الإمام الحسين (ع) تبرزُ هذهِ النيةُ كعنصرٍ محوري . لا يجبُ أن يكون هدف الخدمة هو التباهي أو الرياء بل يجب أن تنطلقُ من رغبةٍ خالصة في الإقتداءِ بمسيرةِ الحسين (ع) والتعبير عن الحب والولاء له ولأهل بيته . لان الرياء يفقد العمل معناه فهو يحوّل الفِعلَ إلى مُجرد استعراضٍ يخلو من الروح والقيمة .
و تجسد خدمة الحسين (ع) أسمى القيم الإنسانية من إيثارٍ وعطاءٍ وتضحية . فالخدماتُ التي تُقدمُ خلالَ موسم عاشوراء سواءً كانت في إطعام الناس توفير الماء أو تنظيم المجالس الحسينية . تعكسُ روح الجماعةِ والتضامن بين الناس . هذه الأفعال ليست مقتصرة على المسلمين فقط بل يشتركُ فيها الناس من مُختلفِ الديانات والمذاهب . مما يَجعلُها رمزاً للوحدة والتآخي .
لا يمكن أن نغفل عن البعد الأخلاقي في خدمة الإمام الحسين (ع) فهي دعوة لتعزيز القيم النبيلة مثل الصدق، الأمانة، والعدل. كما أنها مناسبة لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز روح المسؤولية تجاه المجتمع. من خلال خدمة الحسين (ع) يعبّر الناس عن التزامهم بهذه القيم ويتعهدون بالسير على نهجه في الوقوف ضد الظلم والطغيان.
وفي الختام خدمة الإمام الحسين (ع) ليست مجرد عمل تقليدي، بل هي واجب إنساني وأخلاقي يُظهر التزام الفرد بالقيم التي ناضل من أجلها الحسين ( ع ) وأهل بيته. يجب أن تتم هذه الخدمة بنية خالصة بعيداً عن الرياء لتكون فعلاً مباركاً تُقربنا من الله وتجسد مبادئ الإنسانية والإيمان .
في النهاية تظلُ خدمة الحسين طريقاً لإحياء القيم السامية والتعبير عن ولاءنا لأهل البيت …