بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس ..
كان الراعي (عباس) يجيد العزف على الناي ، حتى أنه عزفه كان مضرب الأمثال عندما جعل الغزال و الارنب والخروف يسمعون له بجوار الذئب والثعلب و الضبع ، لذلك عرف عباس بأنه ( سيد الاحساس ) ،لان عزفه ينساب إلى القلب والروح بهدوء و خلسة ..
كانت بلدته آمنة ،لان خروج عباس مع خرافه ، و استخدامه موسيقى الناي في جمع الخراف و تحريكهم ، و جعل الحيوانات المفترسة تقف عنده لتسمع النغم الشجي وفر الامان للناس في البلدة..
في يوم ربيعي جميل , كان الراعي عباس يرعى أغنامه في أحد البساتين الخضراء
وفجأة ظهر له ضبع غريب .. أخرج عباس مزماره .. وبدأ بالعزف فأطربت نغماته كالعادة ذاك الضبع .. وأخذ يتمايل مع نغمات الراعي
وفجأة يظهر ضبع آخر … يعجب بالموسيقى ويتراقص مع صديقه … ثم ضبع ثالث ورابع وخامس …
حتى جاءت قبيلة الضباع كلها وأخذت تتراقص على ألحان هذا الراعي الحساس..
المفاجئة حدثت عندما بدأ
ضبع صغيرٍ يركض من بعيد, لا يدري ماذا يحدث و لايعرف لماذا تجتمع قبيلته و تتراقص يهجم على الراعي ويأكله … فينقطع صوت المزمار ، تصحو القبيلة من سكرتها ، فيظهر زعيم القبيلة من بين الجموع … وينظر إلى الراعي المقتول بحزن,
ويقول : ” كنت اعرف ان إحساسه يقتله ، ولم يكن يعرف أن الضبع الصغير أطرش ، لا يسمع عزفه و لا يدرك احساسه “..
تستطرد خاچية : لقد عزفنا لحكامنا كل انواع الموسيقى ، و مدحناهم بكل قوافي الشعر ، ومجدناهم بكل انواع الاهازيج ، و فضنا عليهم بالمحبة والاحساس،،لكن الطبع غالب ،، فهم سادة النهب والافتراس …
البروفيسور د.ضياء واجد المهندس