بقلم : حسين الذكر ..
انطلق الدوري الاسباني – على سبيل المثال – بانتظام وديمومة ووفقا لنظام – لا يخرش مية – .. كل في موقعه وواجبه ومحوره وكل أداة في منظومة كبيرة اسمها الوطن .. الرياضة عامة وكرة القدم خاصة والاحتراف والاستثمار والتسويق والاعلان والاعلام … وما قلت فشأ كلها اذرع تصب في خدمة المجتمع وتعد وجه مشرق لحضارة وطن . لا عبثية لا شخصنة لا ارتجال ولا استرجال .. كل الأمور خلية نحل في التعبير الحر عن مكامن الابداع وتوظيفه لوجه الحضارة المشرق .
فازت اسبانيا بيورو 2024 ثم لحقتها بعد ايام بذهبية أولمبياد باريس بمجموعة لاعبين تؤمن المستقبل وتحقق اهداف الحاضر وهذا افضل معنى للاستراتيج ومفاهيمه القديمة والحديثة . مع تلك الانتصارات الكبرى .. لم تخرج مظاهرات صخب ولم يطلق الرصاص ويقتل المواطنين ولم : ( يستهتر او يسكر او يخرج عن القانون احد من جماهيرهم .. ولم يستقبلوا من مسؤولي الدولة ولم تمطر عليهم أموال الشعب من كل صوب وحدب بتنافس انتخابي واستعراض سياسي ولم ولم … كل لاعب او شخص بالوفد الاسباني اخذ استحقاقه ومكافئته المحددة مسبقا في قوانين اتحادية لا تقبل القسمة على اثنين ولا يسمح الخروج عن فلسفتها التي بنيت على التحضر والتمدن بل والتدين ) .
وها هو الدوري الاسباني او ما عرف باللا ليغا المبهر عالميا ينطلق بوقته وبتعليماته المقررة سلفا والمعروفة للاندية وللاعلام كل في وقته ومحله يسير لهدف محدد وفقا لفلسفة دولة حضارية راقية .. لا مجال للشخصنة والارتجال والتسفيه فيها مهما كان الفرد منجزا وذا رمزية وجماهيرية لا يمكن لها ان تعولو على الوطن .. وها هي الملاعب ممتلئة بالجماهير تدر على الأندية المحترفة قولا وفعلا تنظيرا وتطبيقا .
قرات ان بعض الأندية الاسبانية تعود عليها تذاكر المباريات باكثر من مائتي مليون دولار في الموسم الواحد ومن التذاكر فقط عدا التسويق والاستثمار وبيع حقوق النقل التلفازي وبيع اللاعبين ووووووو ما لا يسع ولا يطاق ولا يعرفه النائمون والجاثمون عربيا .. قطعا ان الجماهير تدفع هذه الملايين ليس جزافا ولا بطرا ولا رغما .. بل حبا واستمتاعا بما يقدم من فنون كروية وتحف إبداعية مهارية باقدام لاعبين يستحقون فعلا لقب محترفون . هنا تكمن علية ذلك المشهد يا ادعياء الاحتراف بكل مكان من زوايا وطننا العربي الكبير !