بقلم : جعفر العلوجي ..
تعد المصداقية في الاعلام بصورة عامة من أهم الركائز الأساسية للعمل الاعلامي و يثق به جمهوره ويستمع إليه ليكون مرجعاً لأي خبر يراد التأكّد منه،و هذا لا يأتي من فراغ، بل من عمل نابع من مفهوم العمل الاعلامي وأساسياته وطرق السير على الخطوط الصحيحة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور ونشر المحتوى من جهة محافظاً على مصداقية نقل الخبر والمهنية وشرف المهنة النبيلة.
قبل نحو عامين واثناء جلسة افطار رمضانية كنا نحضرها مع عدد من الزملاء الاعلاميين وبعض المدربين والشخصيات الرياضية ، وكان من الطبيعي ان تكون الرياضة واهاتها محور الحديث وتشعباته ، ومن ضمن مادار من نقد لجوانب معينة في عمل المنتخبات الكروية ، ان احد الحضور من المدربين قال وبالحرف الواحد ( في مثل هذه الظروف لو قدم لي عرضا لتدريب المنتخب سارفضه فورا ) واخذ يعلق على الاسباب ، الكلام طبيعي جدا ومتداول ولكن الغريب وبعد ساعة نقل احد الحضور من الاعلاميين ( الصائمين ) خبرا عبر مواقع السوشيال ميديا ان المدرب الفلاني رفض عرضا مغريا من اتحاد الكرة لتدريب المنتخب وان المحاولات جارية لاقناعه عن قراره، الخبر تم نفيه من الجميع بالطبع ، وعندما واجهنا ذلك الاعلامي او الصحفي بالعتب عن مثل هذه الفبركات الكاذبة قال بالحرف الواحد ( ان الصحفي الذكي هو من يلتقط المعلومة من بين السطور ) والحقيقة لا اعرف عن أي ذكاء يتحدث وقد تم ردم مصداقيته واخباره وسحب بساط الثقة من تحت قدميه ، وما اكثر امثاله من المعتاشين على الاكاذيب والفبركات في عالم اليوم .
ان تصنيع الاخبار والتلاعب بها للاسف الشديد صار تجارة رائجة اليوم ولكم ان تتصوروا مثلا ما اشيع بوكالات رسمية ومواقع عن مباراة ناديي الشرطة والنصر ضمن بطولة دوري الابطال الاسيوي والتضاد بين اقامتها في كربلاء او بغداد ، ان كل تلك الاخبار للاسف تحط من قيمة ومصداقية الوكالة والموقع والاعلامي وتضعف جماهيرية الحدث بسبب الارباك الذي يتعرض له الجمهور .
ازاء ذلك نتمنى على الزملاء الاعلاميين وعلى المسؤول الرياضي ايضا ان لايطلق تصريحات افتراضية ويراجع نفسه الف مرة قبل تلقي عواقب التصريح التي قد تطيح بمستقبله المهني .