بقلم : فالح حسون الدراجي ..
أمس فاز المنتخب العراقي على منتخب (فلسطين) بهدف دون رد في ملعب مدينة البصرة الرياضية، ضمن مباريات الجولة الثالثة للدور الثالث من تصفيات اسيا كاس العالم 2026.. وقد سجل هدفنا اللاعب المنقذ دائماً ايمن حسين. وبهذا الفوز حصدنا ثلاث نقاط، وضعته بالتساوي مع منتخب كوريا الجنوبية في صدارة الجدول، وهو المطلوب في حسابات مدربنا (كاساس)، وفي حسابات الاتحاد العراقي لكرة القدم، و حسابات الحكومة العراقية، والكثير من الجماهير الرياضية ..!
ويقيناً أن كل الحسابات تتجه نحو تحقيق الهدف المنشود، وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم.
واعتقد أن بيئة المنتخب بكل مسمياتها، لا تفكر بما سيكون عليه حالنا وشكلنا في هذه النهائيات،إذ وكما يبدو ليس لدى (الجماعة) اليوم شيء أهم من الوصول لهذه النهائيات، وليكن بعدها ما يكون، حتى لو عدنا من البطولة ب (لوري) من الأهداف في مرمى منتخبنا الدولي.
بدليل أنهم لم يكترثوا من قبل بما حصل لمنتخبنا الاولمبي في دورة باريس الاولمبية، ولم يأبهوا للمستوى الهزيل الذي ظهر به منتخبنا الاولمبي أمام المغرب والأرجنتين، بل وحتى امام منتخب أوكرانيا (الضعيف) .. لقد كان هدفهم يتمثل فقط بالوصول إلى اولمبياد باريس، وتسجيل هذا الإنجاز في سجلاتهم دون النظر إلى الصدى السيء الذي ستتركه مشاركتنا في هذه البطولة الدولية.. ونفس الشيء يفعلونه اليوم مع منتخبنا الدولي. فالفريق يضم عدداً من اللاعبين الذين لايصلحون لتمثيل المنتخب الوطني.
والمدرب لا يتوفر على أبسط مفردات التدريب، ولا ما يجعله مدرباً كبيراً يستطيع اصلاح حال هذا المنتخب البائس فنياً ، ومنافسة الفرق الكبيرة في نهائيات كأس العالم..
لذلك ارى أن العكس هو الصحيح والأفضل لنا.. فمستوانا المخجل أمام فلسطين أمس، وقبله أمام الكويت، وعمان أيضاً، فضلاً عن الصورة السيئة لهذا المنتخب في كل مشاركاته، لا يشجعنا على الخروج به إلى العالم والظهور أمام جماهير الكرة العالمية، فالشيء الحسن برأيي يتمثل في امرين لا ثالث لهما: أما أن نمضي بفريق قوي قادر على الظهور بمستوى عال او أن (نحترم) أنفسنا ونتوقف عن اكمال هذه المهزلة.. وقطعاً فأن جمهورنا سيعذرنا في ذلك، فهو (يعرف البير وغطاه).. ومبرري في ذلك أن مبارياتنا في التصفيات الحالية لا تحظى بمتابعة واهتمام الجماهير الرياضية في اوربا، وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وبقية العالم، إذ ماعلاقة الجمهور البرازيلي بمباراة عمان والكويت مثلاً، وماذا سيخسر الجمهور الالماني لو فاتته مشاهدة مباراة فلسطين والعراق؟
لذا أرجو أن (نخلي مرگتنا على زياگنا، ونستر حالنا )! وهنا ودفعاً لسوء الظن، أو الالتباس، دعوني أوضح نقطة مفادها أني شخصياً مع (فوز العراق) على أي فريق في العالم، وفي أي بطولة كانت حتى لو كانت بلعبة (جر الحبل)، وفي نفس الوقت أنا أيضاً ضد (خسارة العراق) أمام أي فريق في العالم، حتى لو مع منتخب الأرجنتين بقيادة المعجزة ميسي .. فأنا أكره جداً أن يقال: (هزم العراق)، أو ( خسر العراق)، لأن العراق عندي أكبر من ان يهزم حتى لو كانت ( هزيمته) رياضية ؟
فما بالك لو كانت الهزيمة ثقيلة و بگوشر أهداف؟!
وفي هذه النقطة أتذكر تلك المقابلة التي أجرتها أحدى القنوات مع الشاعر (العظيم) محمد مهدي الجواهري، واتذكر السؤال الذي وجهته له مُقدّمة البرنامج، حين قالت له : من أي بلد أنت سيدي؟
فأجابها أبو فرأت بوضوح:
أنا من ” العـُراق”..! ضحكت المُقدّمة وقالت: “لكن كلمة العراق لا تُلفظ بالضم بل تلفظ بالكَسْر”..
وهنا قال لها الجواهري: يعزّ عليّ ياسيدتي أن أكسر عين العراق، لأنّ عين العراق لا تُكسَر أبداً ..
نعم، هكذا هو ( العراقي) محمد مهدي الجواهري،
أو غيره من العراقيين، وأنا واحد منهم، فنحن نموت ولا نرى عين العرق تكسر، حتى لو كان الكسر لفظياً ..
لقد سقت هذا المثال من أجل أن لايتهمني البعض باتهامات ظالمة من نوع: فالح الدراجي لايريد أن يفوز المنتخب العراقي، او يتمنى خسارة منتخبنا
للسبب الفلاني او العلاني!
وأنا أقول بضرس قاطع : ( لا يا عمي، آني أريد فوز المنتخب العراقي واتمناه)
لكني لا أريد لهذا الفوز أن ياتي (مشحٌط )، أو يأتي على فريق فلسطين الفقير فنياً وبدنياً والذي لا يوجد فيه سوى لاعب كرة قدم واحد، إسمه ( ابو علي)، وهذا ( الأبو علي) بهذل دفاعاتنا، حتى أنه ارتقى باحدى الكرات الركنية رغم قصره فوق رؤوس مدافعينا – وجميعهم من أصحاب القامة الطويلة- -وكاد أن يسجل هدف التعادل بالدقائق الأخيرة، ونخرج من ملعبنا وبين جمهورنا بفضيحة مجلجلة، لولا يقظة جلال حسن حارس المرمى، الذي تصدى لها بأعجوبة.
كما لا اريد أن ياتي الفوز وفريقنا لم يقدم جملة كروية فنية واحدة، بل لم يستطع ان يكمل ثلاث مناولات قصيرة طيلة التسعين دقيقة، عكس الفريق الفلسطيني الذي قدم بعض اللمحات الفنية الجميلة، رغم الظروف القاسية التي يمر بها هذا المنتخب والتي نعرفها كلنا.. وهنا اود ان اسأل الجميع متمنياً ان يكون الجواب منطقياً وغير منحاز لأي جهة أو أي لاعب كان، والسؤال: هل كان لدينا خط دفاع أمس، واذا كان هناك خط دفاع حقيقي فعلاً، فهل أستطيع معرفة ( لاعب واحد) أعجبكم في هذا الخط الهزيل ؟!
وعدا خط الدفاع البائس، هل كان لدينا خط هجوم أمس – باستثناء هدف أيمن حسين، وتلك الكرة الوحيدة التي سددها برأسه – وهل تعتقدون أن جميع لاعبي خط هجومنا أمس-بما فيهم اللاعب المقتدر علي جاسم- كانوا يلعبون كرة قدم حقيقية؟
ونفس الشيء يقال عن خط الوسط الذي كان ضائعاً – باستثناء بعض محاولات إبراهيم بأيش التي لم يكتب لها النجاح- فهذا الخط برأيي لعب كل شيء إلا كرة قدم !!
طبعاً أنا لا اريد ان أقول لماذا لم يات كاساس بالمدافع القدير احمد يحيى، ولا باللاعب المبدع محمد قاسم، ولا بمحمد داوود، ولا أقول لماذا لم يشرك أمجد عطوان منذ بداية المباراة، كما لا اود أن أذكر اسماء اللاعبين الذين يستحقون اللعب في المنتخب الوطني ولم تتم دعوتهم للمنتخب أصلاً ..لأني لا أريد هنا أن يعتقد البعض بإني أحابي فلاناً وفلان على حساب علان وعلتان .. كما أني اعرف أن ( الشگ ) كبير في الكرة العراقية، وقطعاً أن احمد يحيى او بشار رسن، أو أيمن حسين أو محمد قاسم او غيرهم، لن ينجحوا في رتق، أو اصلاح الكرة المفتوقة ..
ختاماً أقول: إذا اردتم الذهاب إلى نهائيات كأس العالم 2026، استبدلوا عشرة لاعبين من لاعبي المنتخب الحالي، وأقيلوا كاساس من مهمة تدريب المنتخب حالاً، فالرجل لا يصلح للتدريب، ولا يفهم في الخطط، ولا يقدر على معالجة الخلل الحاصل داخل الملعب، فهو برأيي لا يملك غير قميص حلو وملوٌن !!