بقلم: كمال فتاح حيدر..
يحق لكل إنسان ان ينام على الجنب الذي يوفر له الطمأنينة والراحة، ويحق له ان يلتحق بالفرقة الدينية التي يؤمن بها ويقتنع بتعاليمها. .
يسري هذا الحق على (حسين المؤيد) الذي غادر بسفينته العقائدية من سواحل الخليج الشرقية، وألقى مخاطيفه في سواحل الخليج الغربية، ثم قطع الطريق مشياً على الأقدام من مدينة (الدمام) حتى وصل الرياض، فأصبح بين ليلة وضحاها من فرسان (الدرعية)، ثم انخرط في سلك (الجامية) و (المدخلية) وصار من أشد المتمسكين بطاعة ولي الأمر حتى لو خالف السنن والشرائع. .
فالمؤيد حر تماماً. مثله مثل غيره، ولا اعتراض لنا عليه، ولا يحق لأي عراقي التدخل بشؤونه الشخصية. ولن نستطيع إرغامه على تغيير سلوكه والتحكم بتصرفاته وقراراته. لكنه استغل وجوده هناك ليقود حملاته المعادية للعراق. ويطلق الرصاص على قادة معسكر (الإطار). ينعتهم من وقت لآخر بأبشع النعوت والأوصاف. تارة يسميهم: (معسكر الملالي)، وتارة (الذيول والأذناب)، من دون ان يحتج عليه الاطاريون، الذين ظلوا حتى الساعة لا يعرفون عدوهم من صديقهم. .
فقد نشر على صفحته الشخصية بتاريخ 19 / 10 / 2024 تعليقا يقول فيه: (إن الاعتداء على قناة MBC في بغداد والسلوك المخزي لهذا الاعتداء، يؤكد ما كنا نقوله من أن الانفتاح على القوى الصفوية لن يغير سلوكها المرتكز الى موقف آيديولوجي ثابت ونفسية معبأة بالكراهية والحقد، فيتم التنفيس عنها بمثل هذه السلوكيات العدوانية، بدلا من السلوكيات العقلانية). إلى هنا انتهى تعليقه. .
فنقول له: نحن ضد العنف والتهور. وضد الفوضى والانفلات. ولكن ينبغي التأكيد على النقاط التالية:
- ان الحريات الجماهيرية حق آخر يضمنه الدستور، ولا يمكن المساس بكرامة الشعب العراقي . .
- ان صفة (الصفوية) لا تنطبق على الاطاريين الذين يرتبط (المؤيد) معهم بعلاقات عائلية، فالصفويون: أقوام تركية بسطت نفوذها على بلاد ما وراء النهر للمدة من 1499 إلى 1736، ولا علاقة لهم بالعراق، ولا بإيران، ولا بأذربيجان. .
لكن الأغرب من ذلك كله ان بعض الصحف العراقية صارت تنشر مقالات (المؤيد) بكل ما فيها من سموم وألغام، فهل فكر قادة الاطار ولو لمرة واحد بالحد من تكرار الخروقات التي شوهت صورتهم ؟. ام ان الأبواب سوف تبقى مفتوحة على مصراعيها. فالمعطيات المتوفرة لدينا تعيد إلى الأذهان المثل العراقي القديم: (لو ما الناطور حيز – الواوي ما يفرخ بالتبن)، ومفردة (حيز) تعني المتواطئ المتغافل. حتى اصبحت (حيز) من المفردات المتداولة داخل خيمة السيرك السياسي. . .
كلمة اخيرة: توجد أصناف من الملوثات لا يمكن تطهيرها بالماء النقي. . أصناف تتلف الروح والفكر والجسد. مثل: الكراهية والتعصب. .