بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اختارت الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي الإقامة في بغداد (كرادة مريم)، وهناك كتبت روايتها الموسومة: (موعد في بغداد)، وكتبت أيضاً روايتها الأخرى: (جريمة في القطار الأزرق)، ورواية اخرى بعنوان (جريمة في قطار الشرق السريع)، فتفجرت بعدها مواهب الأدباء حول العالم في تأليف روايات تدور أحداثها في قطارات الشرق. نذكر منها:
- رواية (سرقة قطار الشرق) للكاتب مصطفى أوراكتشي. .
- ورواية (قطار الليل إلى لشبونة) للكاتب باسكال مرسييه. .
- ورواية (قطار الصعيد) للكاتب يوسف القعيد. .
- ورواية (سأنتظرك في قطار منتصف الليل) للكاتب زدرافكا إفتيموفا. .
وما إلى ذلك من الروايات التي رسمت أركان المثلث المتمثل بالشرق والقطارات والسرقات. .
فهل كانت صاحبة الفكرة الأولى (أجاثا كريستي) تتنبأ بالحوادث التي سوف تواجهها القطارات في العراق الذي يحرس بوابة الشرق العظيم ؟. آخذين بعين الاعتبار انها كانت تعيش مع زوجها (ماكس مالوان) هناك، وتجد متعة كبيرة في زيارة محطة (الشالچية) كلما سنحت لها الفرصة. .
فقد جاء عنوان روايتها (لغز القطار الأزرق) مطابقا تماما لرغبات وزير النقل، الذي قرر عام 2010 طلاء القطارات والعربات باللون الأزرق من دون ان نعرف الدوافع والغايات. .
ثم جاء النائب ياسر الحسيني ليكشف لنا عن تعاقد وزارة النقل لإعادة تأهيل القطارات العراقية بقيمة أكثر من 22 مليار دولار و 494 مليون دولار. وبحسب الحسيني، فإن العقد أُبرم لتأهيل خط سكك الفاو – فيشخابور، وتم توقيعه في شهر كانون الثاني 2024، وأُحيل إلى ثلاث شركات تعمل تحت تحالف واحد، وأن وزارة النقل حصلت أيضاً على موافقة رئيس الوزراء بإضافة مشاريع ثانوية لقطارات البوابة الشرقية على الخطة الاستثمارية لسنة 2024، ومقدارها 4 ترليون دينار عراقي ما يعادل 2 مليار دولار. .
أتساءل دائماً فأقول: ماذا لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة وتشاهد هذه الاموال المليارية المبعثرة فوق قطاراتنا المتهالكة ؟. وما الذي ستكتبه عنها، وما الذي ستقوله ؟. .
ربما ترددون ترنيمة الشاعر عزيز السماوي (والريل فات وجزا مالك شغل بالريل) وتطالبوني بترك قطارات العمر، ونسيان الريل وحمد. ولكن ألا ترون ان مشاريعنا السككية صارت معروضة للبيع بأسعار لا تخطر على البال ؟. .