بقلم: فالح حسون الدراجي ..
تعادل منتخب العراق مع منتخب الأردن سلباً، فأضاع منتخبنا على نفسه نقطتين مهمتين سيندم كثيراً على إضاعتهما، ليس لأن التصفيات وصلت إلى مرحلة دقيقة بحيث يصعب تعويض النقاط الضائعة فحسب، ولا لأن النقطتين زائداً نقطة التعادل الثالثة كانت كلها في متناول يد منتخبنا أيضاً وبسهولة، باعتبار أن المباراة تقام على ملعبنا، وبين جمهورنا الذي زاد عدده على الخمسة وستين الفاً لم يتوقف تشجيعهم وهتافهم حتى صافرة النهاية – بحيث اعترض كاساس على قوة التشجيع لأنه يؤثر على اللاعبين -!!
فضلاً عن ان المنتخب الأردني منتخب عادي جداً، لا يضم في صفوفه سوى لاعبين اثنين او ثلاثة (جيدين) بينما البقية لا يصلحون حتى للعب في منتخب طويريج الدولي !!
ناهيك من أن الدولة العراقية الحالية تدعم المنتخب، وتسنده، وتوفر له كل متطلباته، بدءاً من (الطائرة الخاصة) التي يتنقل بها اللاعبون والكادر التدريبي بعد ان كانوا ينامون على الحقائب في المطارات، وانتهاءً بحضور الحكومة (بخويطها) إلى أغلب مباريات المنتخب خاصة المباريات الخارجية الدسمة التي تقام في عواصم حلوة (وبيها خير) مثل العاصمة الكورية سيئول..!
ورغم كل هذه العوامل المهمة، فإن ندمنا على إضاعة النقطتين سيكون كبيراً جداً، في ظل صعوبة فرصنا القادمة، وصعوبة كسب النقاط منها، لاسيما وأن إحدى مبارياتنا ستكون أمام منتخب الأردن في العاصمة عمان، وأمام الجمهور الأردني صاحب (الأخلاق العالية)، والمعروف بحبه الشديد للعراق والعراقيين !!
وعدا مباراتنا مع الأردن، والتي ستكون جحيماً علينا دون شك، فإن ثمة مباراة أخرى ستكون برأيي أشد صعوبة، ألا وهي مباراتنا أمام منتخب كوريا الجنوبية.. وقد يقول البعض أن هذه المباراة ستقام في البصرة وليس في سيئول، أي في ملعبنا وبين جمهورنا، وجوابي سيكون: وهل سنفوز على منتخب كوريا القوي، إذا كنا قد فشلنا في الفوز على منتخب الأردن (الفطير)، رغم أن المباراة أقيمت في ملعب البصرة ايضاً، وبحضور خمسة وستين الف مشجع عراقي تفطرت قلوبهم من شدة التشجيع والقهر والمرارة
إن الفوز بهذه المجموعة البائسة من لاعبينا، وبهذا المدرب ( الخردة ) على منتخب كوريا سيكون أمراً صعباً جداً، بخاصة وإني أتوقع أن الجمهور العراقي لن يحضر بكثرة إلى أي مباراة قادمة لمنتخبنا، بعد خيبته، ومعاناته في مباراة العراق والأردن .
إن تعادل منتخبنا مع الأردن يوم الخميس الماضي عقّد موقفه دون شك، حيث أبقاه في المركز الثالث بالمجموعة الثالثة برصيد 8 نقاط فقط، ومن المحتمل جداً أنه سيهبط إلى المراتب الدنيا لاحقاً، مادام مدربه هزيلاً، خائفاً، ضعيفاً، يلعب مدافعاً بل ويخشى اللعب بالأسلوب الهجومي حتى لو كانت المباراة أمام منتخب الأردن الذي لا يملك تاريخاً، ولا تتوفر له بيئة كروية صالحة، بما في ذلك الامكانات المادية والفنية، والملاعب اللائقة، فضلاً عن افتقاده لأعداد ومواهب كافية من اللاعبين المهاريين..
لقد رأينا كيف صبّ الجمهور العراقي جام غضبه بعد المباراة، على لاعبي المنتخب والمدرب كاساس، وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم أيضاً، وطبعاً فإن الجمهور لم يكن غاضباً بسبب النتيجة المؤلمة فحسب، إنما بسبب الأداء البائس أولاً، وبسبب الخطة البائسة، وتشكيلة الفريق الأشد بؤساً..
حتى أن أحد الجمهور ظهر على احدى الشاشات قائلاً بالم وحرقة : إذا كان المدرب كاساس يلعب بخطة دفاعية امام الأردن في ملعب البصرة، فكيف، وبأية خطة سيلعب أمام الأرجنتين أو البرازيل في امريكا، او كندا، إذا ما تأهلنا إلى كأس العالم ؟!
وفي الختام أود أن أسأل فقط عن الخطة التي لعب بها كاساس أمام الأردن، وعن التكنيك والتكتيك اللذين استخدمهما، كما أود أن اسأل هنا عن مهاجمينا الذين ضاعوا في المباراة .. وكيف يمكن
( الواحد يعثر عليهم ) ؟!
وقبل ذلك اسأل أيضاً عن
صانع ألعاب فريقنا .. إذ من حقي أن اعرف من هو ، وما هي ملامحه .. أرجو أن تدلوني عليه، لأسأله عن عدد الكرات التي وضعها أمام رأس الحربة أيمن حسين، وعن الوسط الذي كان بيد الأردنيين وغير ذلك؟
وطبعاً إنا لا اريد ان اسأل عن اللاعبين الذين أشركهم كاساس في التشكيلة الأساسية وهم لايستحقون ارتداء فانيلة المنتخب قطعاً، فقد تحدثت في هذا الأمر من قبل اكثر من مرة .. كما لا اريد ان اسأل عن اللاعبين (الجيدين)، الموجودين على الدكة ولم يشركهم المدرب دون أن نعرف الاسباب، بينما لم يستدع بعض اللاعبين المميزين
دون أن يعرف أحد السر في عدم الاستدعاء ..!
وتحت يدي قائمة طويلة من اللاعبين الجيدين، امثال احمد يحيى، ومنتظر ماجد، وعلي حمادي، وإقبال زيدان، ومحمد داود، ومحمد قاسم، ويوسف الأمين وغيرهم .. لقد سمعت من يقول إن استدعاء أو إشراك اللاعبين يتم عبر المحاصصة الحزبية والمناطقية، وأنا لا أصدق ذلك قط، بينما يقول البعض الآخر أن رئيس الاتحاد الكروي يضع التشكيلة بنفسه وليس المدرب كما يفترض، كما انه يتدخل بالتغييرات التي تحصل في المباراة من مقعده في المقصورة، أما أنا فأرفع يدي بالدعاء واقول:
عساها بحظك وبختك يا كاساس على هالسواية !
أشو لا نتيجة ولا لعب ولا صخام .. !
ولعل الشيء الذي أثار استغرابي هو التصريح الذي أدلى به للجزيرة نت، عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، الصديق العزيز أحمد الموسوي، والذي يقول فيه نصاً:،”لم يتمكن الفريق العراقي من تحقيق الفوز بسبب غياب التوفيق في المباراة” ..!
ولا تعليق لي على قول السيد احمد، سوى :
لا حول ولا قوة إلا بالله ..!