بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ما ان طرح وزير النقل الأسبق فكرة النفق البحري عام 2016 حتى سارعت قنوات الصرف الإعلامي لتفعيل حملاتها التهكمية الساخرة للنيل منه لأنه بلا حزب يحميه. فضحكت (الشرقية)، وضحكت معها (دجلة) و (الفرات) والتحقت بالتهريج منهولات البشير. ثم اشترك قرود السيرك السياسي في النشر والتشهير والتهويل والتسفيه. قالوا ان النفق يبدأ من البصرة وينتهي بالمكسيك، وقالوا انه يعبر البحار والمحيطات حتى يصل جزر الفوكلاند ومن ثم يتفرع إلى قنوات ثانوية نحو القارة القطبية الجنوبية. لكنهم تجاهلوا وقاحتهم بلمح البصر، واسدلوا الستار على عوراتهم، وارسلوا مراسليها صباح يوم 30 / 12 / 2020 لحضور حفل التعاقد مع شركة (دايو) لإنشاء النفق المغمور بكلفة 634 مليون دولار، وبطول 2444 مترا، على ان ينتهي المشروع في الشهر الاخير من هذا العام (2024). .
اللافت للنظر ان القنوات كلها تتسابق الآن في التصفيق والتطبيل لوزارة النقل بصورتها الحالية المدعومة بقوة من أبواق العملية السياسية (والعب بيها يابو سميره). .
كنا نأمل ان يجري التنفيذ على الطريقة التي اعتمدتها جمهورية مصر العربية في حفر خمسة انفاق بين ضفتي قناة السويس. فربطت قارتى افريقيا وآسيا. حيث بلغ الطول الكلى لكل نفق ومداخله حوالي 5912 مترا. منها 2288 مترا (حفر مكشوف للمدخل الغربي)، و 1984 مترا (حفر مكشوف للمدخل الشرقي)، ونفق تحت المجرى الملاحي بطول 1640 مترا، على عمق 10 متر تحت اكبر غاطس للقناة وهو 27 مترا، وقد بلغ اجمالى ناتج الحفر 2.5 مليون مترا مكعباً تقريباً لكل نفق. .
على وجه العموم ان مدة إنشاء نفق بحري بطول ثلاثة كيلومترات، وبعمق ٢٥ مترا تعتمد على عدة عوامل، مثل نوع الأرض وطبيعة التربة، والوسط البحري، والتكنولوجيا المستخدمة. .
وبشكل عام يمكن أن يستغرق حفر وبناء قناة خور الزبير من 12 إلى 24 شهراً. وبالتالي فإن المدة من عام 2020 إلى عام 2024 جدا كافية لتسليم المشروع بشكله النهائي. ويتعين على قنوات الصرف الإعلامي ان تبصق على نفسها عندما استنفرت طاقاتها الشيطانيّة للاستخفاف برجل نطق بكلمة واحدة فقط. لكنها كلمة تمخضت عن مشروع عملاق، هو الاول من نوعه في عموم العراق. .