بقلم : حسين الذكر ..
لا يمكن ان نتحدث عن كرة القدم فيما يشتعل ذروة القتال بين العالم الراسمالي واجنداته وبين جوهر الإسلام ووجوده على طول خط القرون والسنون حتى يظهر المنتظر المامول !
في ختمة معتادة لمجلس الصدر برعاية سماحة السيد حسين الصدر حفظه الله ذكر قصة طريفة عن شابة اختزلت المسيحية ( بالحب ) . وطلبت من زميلها ان يختزل الإسلام بكلمة ، فأجاب بانها ( التوحيد ) . يضيف السيد الصدر : ( ان الإسلام يمثل عقيدة وشريعة ومفردة التوحيد لم تفصح عن كامل التعبير عن الشريعة السمحاء . ثم اوجز احد العارفين الإسلام ( بالرحمة ) . الذي لم يتسع للجانب العقائدي .. عند ذاك انبرى احدهم قائلا ان الاسلام هو ( الاستقامة ) – ( آمن ثم استقم ) .
د فالح القريشي اعد محاضرة عن الحرب الناعمة لكنه بدلها بعنوان ( شذرات الشهيد نصر الله ) وبدا حديثه متعجبا من بعض شبابنا الذين يحملون صور جيفرا وميسي .. على قمصانهم متناسين صور شهداء وقادة الإسلام .. وقد علقت شاكرا القريشي مرتين ( واحدة لتغيير العنوان والأخرى لالقائه المحاضرة فلا يمكن التحدث عن اعجازية (مهاوشة الديوك) فيما المواجهة العقائدية محتدمة في الميدان اما رمزية ارتداء الصور فتلك وحدها تختزل مشهد الحرب الناعمة ) .
ثم القى د محمد الموسوي محاضرة ( الخبر الإعلامي ) شارحا بصورة اكاديمية الكثير من الصور والنماذج الحية بشكل موسع وعملي مستحسن .. وقد علقت قائلا : ( هناك نوعين من الاخبار ما يعد منها تثقيفي وهذا لا يعني الاخر ( المعادي ) فهو يتركنا نعلم الناس الصلاة السطحية ومقام التلاوات والادعية … فما يهمه هو ( توظيف الخبر) وهنا تكمن خطورته .. وليس بوسعنا محاربة هذا النوع بسهولة لان الاخر وضع كل علمه وتقنياته وفلسفته من اجل محاربتنا والتاثير على راينا العام .. ولا سبيل لنا سوى رفع مستوى الوعي للحد من خطر التوظيف وذلك لا يتم الا برفع منسوب الحضارة بكل ملفات المجتمع الإسلامي .. كي نستطيع التفريق بين الخبر التثقيفي والأخر التوظيفي ) .
لفت انتباهي شيخ معمم انيق اشيب مهاب لم آره في مجلس الصدر من قبل بمداخلاته وعفويته التي شكلت ظاهرة الجلسة فقد اطلق العنان لمداخلاته بلا استئذان مما اشكل البعض على الأسلوب وان لم يصرحوا فيه ..
بعد الانتهاء سلمت عليه متشرفا فقال انه ( د. الشيخ إبراهيم العاملي أستاذ من لبنان ) .. فادركت معنى مداخلاته التي استطعمت منها جمال الالقاء وقوة الطرح – بمعزل عن تقييمه – والفهم والمعنى .. وهو أسلوبا ليس عراقيا وعربيا بمعناه الاعم .. حيث عشنا أجواء القمع الفكري وعدم التساهل بحرية التعبير الا وفقا لقواعد وارث مهما جملناه سوف لن يخرج عن موافقة أولي الامر .. وهذا ما لم يعتد عليه الشيخ الدكتور في لبنان التي تتمتع بقدر كافي من الحرية لطوائفها ومجتمعها وما يلمس في الشارع اللبناني كاسلوب تعبيري عن مختلف أوجه المجتمع اللبناني . هنا يكمن اس الاختلاف وأسلوب التعبير والفارق الحقيقي بين وجهة النظر الجريئة التلقائية الناطقة بلا كوابح ومقدمات ما دام معتقد باحقيتها وجواز الاجهار بها .. وبين رأي يختمر بدواخلنا الف مرة كي يتوافق وينسجم مع المحيط ثم يظهر معتل مختل خاضع لحواضنه كابن شرعي لبيئته !