بقلم : عامر عبد الجبار إسماعيل ..
“البراعة في عدم الكفاءة” حالة تم تحديدها من قبل احد المختصين في مجال الاستراتيجيات الدفاعية، ويقصد بها ان بعض الافراد يصبحون بارعين بشكل فعلي في تحاشي الاجزاء الصعبة مع عدم الوصول الى محصلات جيدة وعدم التمكن من انجاز الاهداف. وان افضل أسلوب لمواجهة هذه الحالة يجب ان يكون على صاحب الرأي المهني والمحايد اعتماد الرد المرتكز على المحتوى الواضح (بيان الحقائق المجردة) والنبرة الحيادية واستخدام عبارات معتدلة في صياغة الردود.
مع شديد الأسف ان مايحدث الآن في العراق من انقسامات خطيرة انتجت فريقين متضادين، الأول لصالح من هم في سدة الحكم والثاني لصالح معارضيهم، ليبقى هدفاً للفريقين من يتبنى الحيادية المطلقة والمصلحة العامة التي تحفظ حقوق الشعب دون اعتبار لاختلاف مشاربهم ومناطقهم ومعتقداتهم.
ان حيادية المواقف رغم مايدفعه متبنيها من أثمان باهظة ستبقى الخط الوطني الذي لن نحيد عنه ولانرتضي لانفسنا ان نكون أبواقاً للفساد والفاسدين واصحاب المصلحة النفعيين ممن يروجون لمشاريع قد تظهر للواجهة كمنجزات ذات صالح عام، الا ان حقيقتها أو منهجية تخطيطها أو منفعتها الاقتصادية لمصالح خاصة لايهم اصحابها لا الوطن ولا المواطن. وهنا بدأت تجارة الاراء تتفاقم من قبل الذين يدعون الاختصاص والمهنية والدفاع عن الصالح العام تباع وتشترى مقابل ثمن بخس، ناسين أو متناسين انهم يبيعون وطناً وشعباً وشرفاً بدراهم معدودة، وأنهم باعوا أنفسهم كعبيد قبل بيع هذا الوطن العظيم وشعبه المظلوم والصامت لغاية الآن !!