بقلم : سهاد الشمري ..
لايخفى على أحد أن العراق هو أحد الدول القليلة التي تتمتع بإمكانات التقدم ، والنهوض ، والاستقرار ، وجذب الإستثمارات ، بما يملكه من مقومات وأدوات تمكنه من ذلك ، ومن تلك المقومات ، إمتلاكه الموارد الطبيعية ، والبشرية ، والخزين النفطي الكبير ، على عكس البلدان الاخرى في المنطقة ، ولهذه الاسباب يتطلب تنمية العراق دعماً قوياً ، والكثير من هذا التقدم يعتمد على دور الكُرد في كردستان العراق ،والتي تعد قوة إستقرار رئيسية في العراق الفيدرالي الاتحادي المتعدد الطوائف والأعراق .
ولأن الكُرد كانوا ومازالوا هم الفاعلين برسم سياسات التصحيح ، لكثير من الأخطاء الجسام التي رافقت العملية السياسية ، ولأكثر من عشرين سنة ، فكانت بصمة الزعيم مسعود بارزاني واضحة المضمون بالتعاطي مع تلك الخطايا ، والتي شدّد على مغادرتها والالتفات لبناء عراق يتسع للجميع بدون فرض إرادات ، أو إملاءات ، ووفق مفهوم الشراكة المتفق عليها سلفاً ، لكن شراهة مطامع البعض قد قوّضت مسار الإصلاح ، والبناء ، والازدهار ، ومع ذلك لم يعجز السيد البارزاني ولم يمُل بالدعوة لحوارات منتجة ، للوصول لحل القضايا الخلافية مابين بغداد وأربيل ، بالطرق القانونية والدستورية ، وزيارته الاخيرة لبغداد خير دليل على ذلك .
فكلما كان الاقليم قوياً ، متماسكاً ، كان العراق صلداً قادراً على مواجهة الازمات والصعاب ، وهذا ماأكده السيد مسعود بارزاني بعد إنتهاء عملية التصويت بأنتخابات الإقليم ، والتي نجحت نجاحاً كبيراً ، وفاز الحزب الديمقراطي بالمركز الأول بحصوله ( ٣٩ ) مقعد
وقال يجب أن يكون هنالك ، برلماناً واحداً ، وقراراً واحداً ، وبيشمركة واحدة ، وهي رسائل بالغة المعاني لكل الاحزاب الفائزة للإجتماع على طاولة واحدة ، وترك خلافاتها جانباً ، والنظر بجدية لهذا الشعب العظيم والمضحي والسائر على نهج الملا مصطفى البارزاني الخالد ، والذي وجب التنازل من الكل لتقديم الخدمة الواجبة ، وللمضي بالبناء ، والعمران ، والتنمية .
لازال والى الآن ومع الاسف ، فكراً ضيقاً ، محدود الافق ، يرى بصعود الاقليم الى العالمية ، كبيئة آمنة وجاذبة للأموال ، يقلل من قوة العراق ومكانته الاقتصادية ، لكن الحقيقة الواضحة والتي لاتؤول وتقبل الشك ، هي أن قوة الاقليم من قوة العراق ، وكلما كان هناك إقليماً بقرار واحد ، وببرلمان واحد ، كان هناك عراق قوي ، فالمستفيد هو الشعب ، والخاسر كذلك هو الشعب إن لم تكن هنالك إرادة واحدة لنسيان مآسي الماضي ، والبدأ بنظرية جامعة لكل الشعب وفق مبادئ الدستور ، وتحقيق الرفاهية الشاملة ، والتي بوجودها يحيا الشعب العراقي جميعاً بكرامة وزهو وإباء .