بقلم : حسين الذكر ..
قبل مدة التقيت عضوا لإدارة احد الأندية التي كان فاعلا فيها ثم خرج من ادارتها لاسباب وصفت بالخاصة وقد سالني : كيف ترى النادي ولماذا هذا الفشل المستمر ؟ ، فقلت : ( منذ عقدين تراوحون مكانكم .. مشاكل النادي تنحصر بزاويتين الأولى : المال العام .. كيف تحصلون عليه وباي طريقة تبددوه اذ تتلاشى الأموال مهما كانت ارقامها وتتبخر كالجليد تحت الشمس بمجرد ان تحصلوا عليها .. لا تعرفون من توظيف المال الا عقود مدربين ولاعبين وسفر وايفاد ومعسكرات تاكل راس المال وبنتيجة صفرية : اذ لا نتائج ولا فئات عمرية ولا استثمارات لا شيء من ثقافة وفلسفة واهداف رياضة اليوم التي انتم بعيدين كل البعد عنها ) .
اما الثاني : ( هو التنافس للفوز بعضوية الإدارة .. واغلب وسائلكم لاسقاط الخصوم مبنية على العلاقات ومصادر القوة التي تمثل هذا الزمن والظرف الذي نعيشه .. فمن كان له ضلع اقوى ( مكوناتي او حزبي او عشائري او جماعاتي …. بالتأكيد يطيح بمن اقل منه قوة ) . الادهى ان التنافس الانتخابي يبدا برفع شعار الوطنية ومكافحة المخدرات وتوظيف الطاقات وتثقيف الشباب وبناء المؤسسة ثم تختفي كل الشعارات بعد الانتخابات مباشرة وتصبح نسي منسيا فيتحقق فيكم قول – اسوء سلف لأهون خلف – )
تتقاسمون المنافع والسفرات بطرق شتى كما تهدرون المال برغم صعوبة الحصول عليه من خلال التوسط والعلاقات والضغط على المؤسسات والوجهاء والمسؤولين.. انكم لم تجتمعوا مرة واحدة طوال قيادتكم للمؤسسة بعنوان معالجة اخطاؤكم بصراحة وشفافية كانكم – انبياء زمانكم – لأنكم لا تؤمنون بالراي الاخر والاستشارة التي تخشون منها وتعتقدون انكم افهم خلق الله وانتم جهابذة الادارة والتسويق وما يخطر على البال مع ان اغلبكم لم يقرا كتاب غير منهجي بحياته .. وهذه مشكلة ثالثة .
احتفل نادي برشلونة بمرور 125 عام على تاسيسه وقدر رفع آنذاك شعار : البرشا ليس مجرد نادي .. وهو يدل على فهم وتحدي ووعي ادارته .. يبلغ عدد أعضاء النادي 180 ألف عضو هم يديرون النادي بطريقة قانونية تعاونية وبروح رياضية ومهنية عالية صحيح توجد خروقات وفساد .. الا ان النادي كمؤسسة دائما بخير وهذا الأهم .
سؤل لامبورتا عن وضع برشلونة أيام ازمته وخروجه صفريا بموسم 2023 – 2024 فقال : ( لا خشية على البرشا فان اسسه متينة ، هو يحظى بإدارة متماسكة ووضع اقتصادي جيد ومؤسسات فاعلة وملف رياضي مطمئن .. الملاحظ انه ترك ملف الرياضة أخيرا .. هنا تكمن فنون واسرار نجاح المؤسسات باداراتها الواعية التي تعتمد على المأسسة والقانون والهيئة العامة والمستشارين لاعادة وتدوير شؤونها .