بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-كلامنا غير موجه لوزير او وكيل او مفصل عسكري يديره مدني في المؤسسة العسكرية لان هؤلاء حزبيين وسياسيين ولا يُعتمد عليهم .ولكن كلامنا موجه للسيد رئيس أركان الجيش العراقي ورفاقه وقادة الجيش العراقي المحترفين وغير الفاسدين والذين يفترض هم عشاق هذه المؤسسة لأنها شرفهم وعشيرتهم وغيرتهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم والتاريخ يكتب لمن يريد الخلود. فمن العيب والمخجل والمخزي السماح للسياسيين والحزبيين والموالين للخارج وللجهات الدينية العبث في هذه المؤسسة التي هي حصن الدولة والشعب. ومن هنا يجب ترسيخ عقيدة عسكرية جديدة وفورا ” واللي مايقبل من السياسين والحزبيين ينداس ببساطير شرفاء هذه المؤسسة “!
ثانيا:
أ:-فبعد أن وصل السيل الزبى.وبعد ان حولوا العراق إلى دويلات ومزارع دينية وسياسية وفئوية خاصة والجيش يتفرج فهذا أثم كبير وخيانة للشعب والوطن .وبعد تشظي القرار السيادي وغياب وتعويم القرار الوطني .وبعد ان عُرفت وفُرزت الجهات السياسية والدينية الفاسدة والنفعية والمتاجرة بالعراق واقتصاده وحضارته وتاريخه وتدمير مجتمعة من خلال تدمير الطبقة الوسطى فيه. وبعد ان عُرفت الجهات السياسية والجهات المسلحة الخارجة عن الدولة والتي تأخذ اوامرها من الخارج وتريد وتعمل على تعويم الدولة وتعويم الجيش العراقي والمؤسسة العسكرية.وبعد ان عرفت سيناريوهات تسقيط وتفتيت وإفساد وافشال المؤسسة العسكرية في العراق واستهداف وتسقيط قادتها الشرفاء …
ب:-صار لزاما ان يأخذ الجيش العراقي زمام المبادرة على طريقة ( الجيش الباكستاني ) الذي تعرض في فترة من الفترات لكل هذا الذي ورد أعلاه . ولكن عندما توفرت قيادة عسكرية وطنية وهيئة أركان تحترم مهنتها ومؤسستها وولاءها لباكستان اولا واخيراً جعلت من الجيش الخط الأحمر بل الخط بفولتية عالية ويصعق اي سياسي واي حزب واي جماعة واي جهة دينية العمل ضد المصالح العليا لباكستان وضد القرار الوطني في باكستان . لا بل صار ( الكاك الوطني والرئيسي بيد الجيش ) فحال انحراف اي نظام سياسي واي حكومة يتدخل الجيش بتحذيرها ثم نصحها ثم تحريك القضاء ضدها ( لان هناك تحالف بين الجيش والقضاء وبالعكس في باكستان ) فبقيت باكستان قوية ولن تنجرف نحو الفوضى مهما خططوا لذلك !
ثالثا: يجب ان تعرف حقيقة مهمة اخي السيد رئيس الأركان ويعرفها رفاقك .. هناك مخطط ورائه بعض الجهات السياسية والحزبية والدينية المرتبطة بالخارج والعاشقة للسلطة في العراق تريد زج الجيش العراقي في فتنة معينة او في حرب خارجية لتحقيق هدف اضعافه وإبعاده من العاصمة وهناك جهات خارجية تدفع بذلك وتتكون من جهتين :-
++الاولى: هناك جهات خارجية وخصوصا من دول مجاورة للعراق خائفة من نمو الجيش العراقي وعودته، وخائفة جدا من نمو وقوة وخبرة جهاز مكافحة الأرهاب وعلى الرغم من نجاح ادواتهم الداخلية أخيرا من اضعاف هذا الجهاز مع الأسف الشديد ومثلما فعلوا في جهاز المخابرات الوطني!
++الثانية :-هناك جهة خارجية اقليمية فاعلة في العراق عملت وتعمل على تحجيم الجيش العراقي وتريده ان يكون اقل من المليشيات واحيانا اعلى منها بقليل . ومن هنا باشرت هذه الجهة الخارجية وجهة خارجية اخرى متوجسه من العراق في نشر الفساد والخواء والانغماس في الملذات والفضائح داخل المؤسسة العسكرية العراقية والهدف تشويهها. وحتى قادت تلك الادوات مخطط تشويه سمعة القادة العسكريين الشرفاء بهدف تشويه صورتهم وانهاء دورهم !
رابعا:- تحذير مركب !
أ:-نُحذّر السيد رئيس الأركان وهيئة الأركان من مخطط تشتيت الجيش العراقي من خلال محاولة زجه داخل سوريا بحجج ( سياسية وشرعية وشعارات وطنية ودينية زائفة ) وحتى هناك مخطط لافتعال عودة تنظيم داعش داخل العراق بهدف اضعاف وتشتيت الجيش العراقي وإبعاده عن العاصمة بغداد خصوصا عندما سمع الفاشلون والفاسدون والمتاجرون بالدين والخزعبلات والذين يمسكون بالسلطة ان هناك مخطط لتغيير النظام في العراق وانهاء الهيمنة الإيرانية والدينية ،وانهاء حكم الإسلام السياسي الذي فشل بادارة الدولة . وانهاء عمل وتغول وهيمنة المليشيات والفصائل المسلحة ومن يواليها ليعود العراق إلى سابق عهده دولة مدنية بنظام عراقي وطني ولائه للعراق اولا واخيراً . فمن هنا بدأوا يخططون لأغتيال الجيش العراقي بحروب داخلية مفتعله او توريطه في سوريا بحجة ( صد الارهاب القادم نحو العراق ، وبحجة صد السفياني المزعوم ) ….
ب:-فالجهات الدينية المستفيدة من السلطة والمتحالفة مع الساسة الفاسدين والفاشلين والممسكين بالسلطة بدأوا بنشر الحيل الدينية والأساطير عن ” السفياني الموعود الذي يأتي لهدم الاضرحة المقدسة وقتل الشيعة ” لتهييج العواطف والنعرات داخل النسيج الشيعي وداخل الجيش العراقي لزج الجيش داخل سوريا بمعركة على اساس استباقية لصد السفياني( فاياكم وتصديق ذلك .فنحن لسنا بصدد تصديق او نفي تلك الروايات.ولكن من يريد ان يقاتل السفياني المزعوم يذهب بنفسه لسوريا ويقاتله بشرط ان لا يعود للعراق)
الخلاصة:-
فصار لزاماً اخي رئيس الأركان وقادة المؤسسة العسكرية ” المحترفين وليسو الدمج” الشروع فوراً بنشر الثقافة الوطنية والحب مع الناس وخصوصا في المحافظات التي احتلها داعش. والعمل على نشر عقيدة عسكرية جديدة تعتمد على الخروج من الولاء للأحزاب والجهات الدينية ليكون الجيش العراقي جيشا وطنيا لحماية الوطن والشعب.وعدم السماح للجهات السياسية والدينية بالتدخل في عمل وقرارات وشؤون وسياقات وعقيدة الجيش العراقي والمؤسسة العسكرية … ويجب وضع خط فاصل تماما بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات المليشياتية والمتحالفة معها والطارئة على العراق وعلى ثقافة العراقيين!. فالكرة بملعب رئيس الأركان وهيئة الأركان وشرفاء المؤسسة العسكرية . والتاريخ يكتب !
سمير عبيد
١ ديسمبر ٢٠٢٤