بقلم : حسين الذكر ..
المتتبع ( لاخبار ومؤرشفات الاحداث الكبرى في عالمنا العربي الذي لا نريد الغوص باعماق تاريخه وسنكتفي بما جرى بعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم العرب وفقا لمخططات ما عرف بسايكس بيكو وغيرها مما خفي وكان اعظم من المعلن الذي نطلع عليه وربما لا نعيه ) سيجد ان أمور الانتقال بالحكم من السيطرة العثمانية او الغربية الى ما يسمى بالحكم الوطني الجديد سواء ملكي او جمهوري تدور بنمط معين :-
الأول : انها تقسيمات خاصة جدا بالدول العظمى جرت وفقا لمصالحهم ليس الانية المفروغ منها فحسب بل بما تقتضيه مصالحهم الاستراتيجية بعيدة المدى ..
الثانية : ان شعوب المنطقة لا تعي مما جرى ويجري الا بما يقرأ من الاخبار المبثوثة من وسائل اعلام محصورة بيد قبضة القوى العظمى التي لا تتخلى عن زمام المبادرة فيها وتجعلها منسجمة مع مصالحهم واستراتجياتهم .
ثالثا : ان القوى العظمى لم تنتظر امرا او طلبا من شعوب او سياسيي المنطقة للنهوض بمهامهم فهي المخطط والمقرر والمنفذ .
ذلك يثبت نقطة جوهرية ملموسة بان ما يحدث من تبدلات سياسية كبرى تتاثر بها ارواح ومصالح ومستقبل المنطقة هي ليست ملفات مصادفاتية او ارتجالية ولا حزبية او جماعاتية … بل ما يجري يسير وفقا لتخطيط ومصالح القوى الكبرى وربما الإقليمية التي تعد جزء من تسيير تلك المصالح بالمنطقة .
هنا نثبت نقطة أساسية تتعلق بكل ما يجري برغم اهواله اذ ليس لنا علاقة به كشعوب فهو ينزل علينا كالمطر نقبله ونتدبره ونحمد السماء لغيثها المتساقط على بيوتنا ورؤوسنا .. فلا نملك الا التدبر بما هو واقع والتعاطي مع الجديد بما هو عليه وذلك لا يلغي الفكر والدور العقائدي والوطني للبعض من النخب ومن العامة لكن للأسف اغلبهم يكونوا اول ضحايا تلك التغيرات ما لم ينسجموا معها .
ذلك يعني ( بالفم المليان) : ان الأمور مخطط لها سياسيا وتجري وفقا لذلك المخطط المتحقق حتما ولو بنسب متفاوتة الا انها لا تخرج عن السيناريو والاستراتيج المعد سلفا وفي غرف مظلمة وقرارات تأخذ شرعيتها من دول كبرى ليس للشعوب أي دور فيها .
هذا كله يدفعنا جازمين بان مخرجات هذه المخططات التي تشمل ( الحروب والاهوال والضحايا والكر والفر والضخ المعنوي الذي يعمل وفقا لالة إعلامية عملاقة مهولة يتحكم بها زر استراتجي وفكر ينسجم تماما مع مصالح الدول العظمى وجميع ما يجري ما هو الا مقدمات وخلق مبررات لتثبيت الاتفاقات السياسية التي لا نعلم عنها شيء ولا يمكن ان نعلم سوى التعاطي معها بناء فلسفة نزول المطر واستقباله بالحمد والشكر والتدبر وفقا لمصالح آنية ذاتية ضيقة طيعة للواقع وحساباته .