بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا جديد في الأفق العراقي، ولا تبدل بالموقف السياسي. فالفيلم الذي يحمل عنوان (أنا في انتظارك) مللنا مشاهدته منذ سنوات، حتى بات هو الفيلم الأكثر ازعاجاً في دور العرض. على الرغم من اصرار قادة الجوقة السياسية بإعادة عرضه كل مرة بسيناريوهات هوليودية، وإخراج بوليودي (هندي)، من دون ان يسفر إنتاجهم عن شيء ملموس، وهكذا تتكرر الأسطوانة أو (القوانة) بكلمات الشيخ بيرم، (أنا في انتظارك. توعدني بسنين وأيام، وتجيني بحجج وكلام – ده كلام ؟؟). .
وراء كل مواطن حزين جوقة سياسية دمرت حياته، لا أحد من العراقيين ينام سريعا، فكل مواطن له حكاية يرويها لنفسه، إما ان تنتهي بكابوس، أو بدموع ونحيب وعويل، أو يتناول أقراصه المنومة ويخمد. .
قيل للحسن البصري من اشد الناس صراخاً يوم القيامة. . قال: رجل رزقه الله بمنصب فاستعان به على ظلم الناس. .
ربما بالظلم وحده يستطيع السياسيون ان يحققوا رغباتهم، ولكن بدعوة مظلوم واحد ينهار كل شيء. فلا تحزن على المتساقطين من شجرة السلطة، انهم أوراق هشة اختبرتهم المواقف فذهبوا في مهب الريح. .
قد يقول قائل منهم: لم نأكل الميتة، ولا لحم الخنزير، لكنهم أكلوا حقوق المتقاعدين، واكلوا حقوق الخبراء وذوي الاختصاص وأصحاب المواهب والمهارات. .
في لغة البحر: من يقود السفينة حيث يريد المسافرون فهو (قبطان). ومن يقودها حيث يريد هو وعصابته، فهو (قرصان)، وبين القبطان والقرصان قد تضيع الأوطان. .
حين أراد الذئب تعليم صغيره دروسا في الحياة. ذهب به إلى قطيع الأغنام، وقال له لحوم هذه النعاج لذيذة، ثم أشار إلى الراعي وقال له: احذر من عصا هذا الرجل فهي مؤلمة. فلا تقترب منه، ولما رأى الذئب الصغير كلبا يقف بجوار الأغنام. قال له: هذا يشبهنا يا أبي. فأجابه الأب: اهرب حين ترى هذا الكائن، لأن كل ما عانيناه في حياتنا كان سببه أولئك الذين يشبهوننا ولا ينتمون إلينا. .
كلمة اخيرة: ليس كل سياسي أكل معك الخبز والملح صديقك. ربما كان جائعا فقط وتناول معك الطعام. .