بقلم : الخبير عباس الزيدي ..
هناك مراتب وسقوف لدرجات الخطر على العراق وربما يقول البعض ان الاحتلال الامريكي ياتي في الدرجة الاولى وهناك من يعتقد دول الجوار وآخر يعتبر المشروع الصهيوني في المنطقة الذي يحظى بدعم امريكي وخليجي هو الاخطر بينما يعتقد البعض ان اطماع تركيا واحدة من اخطر التهديدات التي تواجه العراق •
ملفات الارهاب في العراق والمنطقة ومايحصل في سوريا ومدى تأثيره على العراق حركت كل الملفات والمشاريع المؤجلة والازمات المرحلة وايقظت مشاعر النعرات النائمة •
عمليات الفساد والسرقات ذات الارقام الفلكية وطغيان اللصوصية والمحسوبية تعتبر واحدة من اخطر التحديات والتهديدات •
الانقسام السياسي بين عموم الاحزاب والحركات العراقية مع اختلاف التوجهات وتقاطع المصالح الذي انتج انقسام مجتمعي غذى الروح الانفصالية ايضا واحدة من الأخطار •
انتشار العملاء وربيع الجاسوسية في العراق مع استفحال عمل العصابات المافيوية سواء المحلية او العالمية اصبحت احد اهم الادوات المزعزعة للامن والاستقرار بالدرجة التي تهدد فيها النظام السياسي في العراق •
العملية السياسية المشوهة والعرجاء التي بناها الاحتلال الامريكي على جرف هاري الذي انتج منظومة فاسدة( كردية شيعية وسنية ) قدمت اكبر تجربة سيئة لادارة الدولة والتي من الممكن ان تتداعى في اي لحظة تعتبر واحدة من اخطر ما يواجه العراق •
و هكذا تختلف وجهات النظر ولاشك ولاريب كل ماتقدم بيانه يتحمل مسؤوليته الاحتلال الامريكي الذي زرع الاختلال والضعف والوهن في جميع المفاصل والمؤسسات والكيانات •
● لكن يبقى الخطر الاكبر الذي يواجه العراق يتمثل في …
حالة الانقسام والتمزق بين الوجودات السياسية الشيعية التي مزقت بدورها حالة التوحد الشعبي والمجتمعي للمكون الاغلب في العراق مع تنوع قومياته فهناك شيعي عربي وشيعي اكردي تركماني وشبكي … الخ
ورغم وجود جامع وموحد قل نظيره في القوميات والطوائف الاخرى ممثلا بالمراجع الكرام وعلى راسهم سماحة المرجع الاعلى السيد على السيستاني دام ظله الوارف نرى حالة من التمزق والشتات التي أنتجت ضعفا كبيرا •
إن الخطر الكبير الذي يداهم شيعة العراق موجود في الجسد الشيعي نفسه واقولها بصراحة ان حاكمية الشيعة يهددها الخطر ولقد اعدت عشرات السيناريوهات لذلك حتى في موضوعة تقسيم العراق سوف يسود الاستقرار النسبي في الاقاليم الاخرى باستثناء اقليم الشيعة اذا ماحصلوا عليه حيث سيبقى تنور نار يقذف بالحمم على ابنائه وكل ذلك بسبب حالة الانقسام والتشظي التي مصدرها وفاعلها الأطماع والتوجهات والمنافع الشخصية
وهنا لن اذيع سرا اذا قلت ان البعض من الرموز الشيعية انخرط في المشروع الظلامي فمنهم ذهب باتجاه الخليج ليمني نفسه على راس امارة ومشيخة كامارة ال زايد او ال الصباح او ال نهيان .. الخ وبعضهم الاخر ذهب نحو ارادة مشغليه في لندن واخر مع واشنطن وهكذا كل يدعي الوصل بليلى
وليلى لاتقر له بذلك •
ان واحدة من الثمار التي جناها الاعداء في المنطقة بلحاظ ما حصل في لبنان وسوريا وماسيحصل عما قريب هو بسبب ذلك الانقسام الشيعي العراقي •
ماأصاب محور المقاومة ونتائج المواجهة الاخيرة مع الاستكبار والصهيونية العالمية يتحمل كثير من وزرها شيعة السلطة في العراق•
دعونا نتحدث بصراحة دون مجاملة
هناك شخصيات ورموز كبيرة لاذت وفرت وانزوت لاجل عيون المال وافيون النفط وفي نهاية المطاف سيكون مصيرها مثل مصير الاخرين من شيعة في العراق والمنطقة•
ان العدو الصهيوامريكي شانه شان التكفيري لايفرق في القتل والاستهداف بين سشعي يتبع هذا المرجع او ذاك اوبين شيعي ايراني او باكستاني او بحريني اوعراقي او لبناني او سوري…الخ
هاهي الخارطة بين ايديكم وانظروا اين مايكون التشيع يكون القتل والدمار والابادة •
●على المنظومة الشيعية في العالم والعراق بصورة خاصة باعتبارها مركز الثقل الحوزوي والمقدسات ان تعيد النظر في حساباتها ومواقفها قبل فوات الاوان هذه المنظومة حوزوية وعلمائية او حركات او احزاب او قواعد شعبية يجب ان تصطف وتنبري للمواجهة المصيرية و الوجودية لكل سهام الغدر التي تحاول الفتك بالإسلام المحمدي الرسالي الحركي الاصيل
●من الضروري اعادة النظر في كثير من المؤسسات وتغذيتها بأصحاب الفكر والعقول السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية
●اعادة النظر في الخطاب والتخطيط والاستراتيجية
انها معركة مصير ومعركة وجود انها مصير امة
واني لكم ناصح أمين