بقلم : جعفر العلوجي ..
أصبحت الإدارة الرياضية إحدى العناصر المهمة التي يتأسس عليها الوصول الى المستويات العليا من الإنجاز ويوازي احترافها أهم الإدارات الاستراتيجية للتخطيط للمستقبل، فالإدارة الرياضية الناجحة هي التي تحدد المسارات الواضحة للوصول الى أفضل المنجزات، ويحتاج العمل فيها إلى أسلوب يعطي مفهوماً كاملاً عن المسؤولية وكيفية تكوين فريق عمل بأهداف طويلة المدى، وهو ما لمسناه تحديداً في إدارة الدكتور عقيل مفتن مع جميع الملفات الرياضية والتركة التي كان لا بد له من التعامل معها وتغييرها بالتدريج بإيمان مطلق وعلى حد قوله:
“إن المرحلة المقبلة يجب أن يكون العمل فيها منصباً على تعزيز مبدأ المصارحة والمكاشفة لأنها الوسيلة الأجدى لتحليل الواقع والوصول الى الهدف في تقدم وتطور الرياضة العراقية”.
وقد استثمر مفتن وكما هو عهدنا به، أن يكون حديثه بمنتهى الشفافية والوضوح اللتين دأب على الحديث بهما منذ اليوم الأول لتسنمه المنصب، التشخيص الدقيق لجميع مكامن الخلل في رياضة الإنجاز لدى الاتحادات الرياضية والأندية ومن ثم العمل على تصحيح المسار، التصحيح الذي يبدأ من الذات أولا وبالتغيير ثانياً وتجنب العودة الى الوراء.
الحقيقة لا يساورنا أدنى شك بأنها الآلية الجديدة التي أخذت طريقها ولمسها الجميع في حديث رئيس اللجنة الأولمبية بالاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية وما تمخض عنه من إشارات مهمة لخصت واقع الرياضة العراقية وما تحتاجه من متطلبات تخص الاتحادات والأندية الرياضية بوضوح مطلق وفق خريطة طريق يكون التقدم فيها وتحقيق نتائج إيجابية في اعتمادها تحديداً، لأنها أتت من دراسة عميقة استوعبت جميع الملفات ووضعت من قبل خبراء في الشأن الرياضي مع مراعاة التخطيط المرحلي وتقييم مراحل العمل بشكل مستمر حتى يتم إسقاط السلبيات وتعزيز الإيجابيات لتحقيق نقلة نوعية في المسيرة الرياضية، ليكون دخولنا الى المرحلة المقبلة مصاحباً ومتوازياً مع فكر إدارات الاتحادات والأندية المتغير وفق ما نريد جميعاً وننشد هو البحث عن جيل قادر جديد بطموح كبير نحو إعادة صورة ناصعة تعكس ثقة الجميع في المستقبل، بإحداث نهضة رياضية شاملة على مستوى الألعاب كافة وليس كرة القدم فحسبن والعمل مع الاتحادات والأندية ودعمها لوضع خطط طموحة ترتقي بالألعاب من خلال رعاية الموهوبين والواعدين ووضع منهاج وهدف فاعل لإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وزجهم في البطولات المهمة حتى يتسنى لنا اعتلاء منصات التتويج .
لقد حدد مفتن آلية السير ومن يريد أن ينضم إليها ولا يبتعد عائداً الى الخلف، لأنه سيكون وحيداً منعزلاً ومرفوضاً قطعاً من الجميع، ولنا ثقة تامة في أن استيعاب الحديث وفهمه كفيل بالتغيير المنشود.